جينيف، سويسرا، 25 يناير 2014، وكالات –

قالت خبيرة امريكية في جرائم الحرب ان خبراء الامم المتحدة لجرائم الحرب وثقوا اكثر من جريمة تعذيب وقتل ارتكبها طرفا الصراع في سوريا ويشعرون بثقة في ان بامكانهم بناء قضية يمكن ان تحال الى المحكمة الجنائية الدولية.

وقالت كارين كونينج ابوزيد وهي خبيرة امريكية تعمل بلجنة تحقيق مستقلة انشاتها الامم المتحدة في 2011 في مقابلة ان الخبراء يعدون قائمة سرية رابعة للمشتبه بهم سواء من الافراد او الوحدات لصلتهم بجرائم منذ يوليو تموز.

وقالت نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان في ديسمبر كانون الاول ان ادلة جمعها المحققون تشير الى تورط بشار الاسد فيها الا انها نفت فيما بعد ان لديها معلومات مباشرة عن قوائمهم السرية.

واضافت ان هذه القوائم وصلت الى “مستويات اعلى” بنظام الاسد الا انها امتنعت عن التحديد بشكل اكبر في المقابلة التي اجريت في جنيف حيث من المتوقع عقد اول محادثات تضم الاطراف المتصارعة خلال الاسبوع الجاري.

وقالت ابوزيد ان المقاتلين الاجانب في سوريا وبصفة اساسية الجماعات المتشددة ة لهم “اجندتهم الخاصة” واحيانا يقيمون محاكم شرعية تصدر احكاما سريعة تنفيذ على الفور بما في ذلك احكام بالاعدام.

واضافت “الحروب الاهلية يمكن ان تكون سيئة جدا لكن الناس الذين يأتون من الخارج باجندات متطرفة لا يأبهون بما يفعلونه بالامور او الناس في هذا البلد الجميل الذي كانت عليه سوريا.”

وقالت ان صورا زعم ان مصورا من الشرطة العسكرية التابعة لنظام الأسد التقطها وقيل انها تظهر التعذيب والقتل الممنهج لنحو 11 الف معتقل لا تعتبر دليلا يمكن قبوله في الوقت الحالي رغم ان الفريق يحاول اكتشاف المزيد.

وقال “ابلغنا هؤلاء الاشخاص الذين لديهم هذه المعلومات ولمن اعطيت له انه مهما كان الذي يريدون اقتسامه معنا فاننا سنقوم بالمتابعة.

“يزعمون ان لديهم ارقاما واسماء وهلم جرا وان عائلات حددت شخصيات بعض هؤلاء الاشخاص. ولكن عليهم ان يكونوا حريصين للغاية لان هذه العائلات مازالت داخل سوريا.”

وتظهر الصور التي يبلغ عددها 55 الف صورة والتي قدمها المصور الذي فر من سوريا بعد نقل هذه الصور لمعارضي الاسد جثثا هزيلة ومشوهة.

وقالت ابوزيد في مكتب الامم المتحدة لحقوق الانسان في جنيف “على حد مافهمنا فهذه الاشياء تفعل كما وصفت. ولكن من اين جاءت هذه الاشياء ومن هذا الشخص وكل ذلك لا نعرف.

“بالنسبة لنا فانه بالطبع ايضا مصدر واحد لن نستخدمه لانه مصدر واحد فقط.”

ووثقت من قبل لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة عددا من قضايا التعذيب الذي افضى الى الموت مشابها للقضايا التي وصفت في صحيفة جارديان البريطانية يوم الاثنين . وقالت اللجنة ان حالات الوفاة التي ابلغ عنها لاشخصا اثناء احتجازهم ارتفعت بشكل ملحوظ في 2013.

وطبقا لنتائج الامم المتحدة يستخدم نظام الاسد  واجهزة مخابراتها التعذيب الممنهج على نطاق واسع لاستجواب وترهيب ومعاقبة الاشخاص الذين ترى انهم معارضون. ويستخدم التعذيب في مراكز الاعتقال وفروع الامن والسجون والمستشفيات.

وتقول ان من بين الاساليب الموثقة التي استخدمتها الحكومة الصدمات الكهربائية والضرب المبرح والحرق بالسجائر والاعدام الوهمي والحرمان من النوم والتعذيب النفسي مثل التهديد باغتصاب افراد العائلة.

وقابلت ابوزيد لاجئين سوريين يحملون اثار جروح على ظهورهم وفقئت اعينهم بسبب سوء المعاملة في المعتقل وقالت “من المؤكد انها ليست اول مرة يتم فيها تحديد هذه الاشياء.”

ووثق محققو الامم المتحدة ايضا جرائم تعذيب وقتل ارتكبها مقاتلو المعارضة وقالوا في سبتمبر ايلول ان المقاتلين المتشددين والمقاتلين الاجانب صعدوا من عمليات القتل والاعدام والانتهاكات في الشمال.

وقالت ابوزيد “نظرا لوجود توتر فيما بين جماعات المعارضة المختلفة نحصل على مزيد من المعلومات عن جماعات معارضة من جماعات معارضة اخرى. ومن ثم توجد معلومات اكبر عن الجانبين الان.”

ويعد باولو بينهيرو الذي يرأس التحقيق احد اربعة اشخاص اعضاء في اللجنة التي تضم ابوزيد وكارلا ديل بونتي مدعية الامم المتحدة لجرائم الحرب و فيتيت مونتاربهورن. ويضع الاربعة لمساتهم الاخيرة على تقريرهم التالي والمقرر ان يصدر في 20 فبراير شباط.؟
واجرى فريقهم المؤلف مما يزيد عن 20 محققا مقابلات مع 500 لاجيء ومنشق واشخاص مازالوا في سوريا منذ يوليو تموز ليصل مجمل عدد الشهادات التي تم تجميعها الى 2600 منذ ان بدأ التحقيق عمله في سبتمبر ايلول 2011.

ويتبادل نظام الاسد والمعارضة الاتهامات بارتكاب جرائم وتطالبان بمحاسبة مرتكبيها.

وقالت “كلاهما يريد محاسبة الاخر على مافعله بدلا من محاسبة نفسه.”