ريف دمشق، سوريا، (محمّد صلاح الدين، أخبار الآن) –

أثارت الصورة التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي للمطران لوقا الخوري بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق مرتدياً سترةً عسكرية وسط مجموعة من قوات النظام السوري في دير الشيروبيم الذي حوّله النّظام إلى قاعدة عسكريّة في أعلى قمم جبال صيدنايا، أثارت موجة استياء عارمة في أوساط المسيحيين أنفسهم على وجه الخصوص والشارع السوري عامة. 

عادت الصورة بذاكرة الكثيرين إلى تصريح المطران لوقا المعروف بتأييده المطلق لنظام بشار الأسد  قبل نحو شهرين والذي دعا فيه الشباب المسيحي إلى حمل السلاح في وجه من أسماهم العصابات المسلّحة بحجّة حماية الكنائس والأديرة. 

يقول إبراهيم الشاب المسيحي ذو الخمسة وعشرين ربيعاً: “لقد تجاوز المطران لوقا كلّ أدبيّات رجال الدين المسيحي وضرب بعرض الحائط تعاليم ديننا الداعي إلى الصلاة من أجل السلام فكيف لرجل أن يخلع عنه عباءة الدين الذي يدعي أنّه من رجاله ويتحوّل إلى دمية ناطقة باسم نظامٍ تاجر وما زال بقضيتنا كمسيحيين في المشرق؟ أيعقلُ أن يخرج عنه تصريح يخالف تعاليم الدين الذي ننتمي إليه فيقول: مع هكذا بشر لا ينفع لا الصلاة ولا السلام ؟ نحن لسنا أقليّة في وطننا ومن يعتبر نفسه أقلية فليخرج من هذا الوطن”.

أمّا إلياس البالغ من العمر ثلاثين عاماً فيصف الخوري بأنّه تاجرٌ تتلمذ على يد أسياده في نظام الأسد ويسعى للحصول على أكبر قدرٍ من المكاسب الماديّة على حساب دماء المسيحيين الذين يريد لهم الموت في سبيل نظام يحتقر كلّ الأديان والطوائف ولا يعظّم إلّا سلطته ونفوذه اللتين يخشى عليهما من الضياع.

يقول إلياس مضيفاً: “تعلّمنا في الكنيسة أن نعمل من أجل السلام وأن نصلّي له إلّا أنّ النظام الذي يدّعي حمايتنا من أهلنا وإخواننا في الوطن دمّر كنائسنا وألقى بيننا وبين المسلمين فتناً كثيرة عبر خطابات عبيد المال والشهرة من مطارنة ورهبان نجحوا في بعض الأحيان باستمالة شبابنا وفشلوا في كثيرٍ منها، و عليهم تقع المسؤولية الأكبر في تهجير أبنائنا الّذين تعرضوا في كثير من الأحيان لمضايقات وصلت حدّ تسليمهم للنظام بمجرد انتمائهم لثورة الشعب السوريّ ضد الظلم و أهله”.

بينما ترى سيفان الشابة العشرينية أنّ مثل هذه الدعوات وإقحام الدين ليكون واجهة في الصراع بين الثورة وآلة القمع تثير البغضاء بين أبناء الشعب السوري الواحد فقد كان لها الأثر الأكبر في تغييب المسيحين أو إبعادهم عن الثورة السورية ويعمل النظام على استغلالها لتكون ورقة يعتقد أنّها رابحة دولياً متشدقاً أنّه حامي الأقليات ونقطة ارتكاز في وجودها.

هذا ولم يعد خافياً على أحد أنّ النّظام السوري يستخدم الأقليات عامةً والمسيحيين خاصة كورقة رابحة أمام الغرب الذي يهمّه الوجود المسيحي في المشرق وما اصطحاب وفد النظام الرسمي إلى مؤتمر جنيف رجل دين مسيحي إلّا إشارة واضحة من النظام يريد من خلالها إيصال رسالة إلى العالم مفادها أنّه المدافع الوحيد عن الوجود المسيحي في سوريا.