دمشق، سوريا، 24 يناير 2014، وكالات –

واصلت قوات النظام السوري اليوم قصفها الشديد وحصارها الخانق للمخيمات الفلسطينية في سوريا، مما أدى إلى سقوط المزيد من القتلى والجرحى في صفوف اللاجئين الفلسطينيين .

وأشار ناشطون إلى أن مخيم اليرموك يعاني من الحصار الخانق الذي تفرضه قوات النظام على مداخله ومخارجه لليوم 196 على التوالي مما أدى إلى نفاد جميع المواد الغذائية والأدوية ومقومات الحياة، وفي ذات السياق قضى اليوم ثلاثة من أبناء المخيم جوعًا ليرتفع عدد ضحايا الجوع إلى 60 شخصًا موثقين بالأسم من قبل فريق مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا .

 وأعلنت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” في بيان اليوم أن سلطات النظام السوري أعدمت المهندس أسامة عمر أبو هاشم أحد رموز العمل الإغاثي الفلسطيني ورئيس الجمعية الخيرية الفلسطينية في حلب.
وأفاد البيان أن مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين تعرض للقصف وسقوط عدد من القذائف طالت منطقة السوق القديم ونفذ أهالي المخيم اعتصامًا أمام مستوصف وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” احتجاجًا على استمرار إغلاقه.
ولفت البيان إلى تعرض مخيم درعا للقصف العنيف علمًا أن أهاليه يعانون أوضاعًا إنسانية صعبة بسبب النقص الشديد في جميع المواد الغذائية والأدوية وعدم توفر مادة الطحين والمحروقات بسبب الحصار الخانق على جميع مداخله .

مازال الجوع يحصد أرواح سكان مخيم اليرموك، الذي يقع بجنوب العاصمة السورية دمشق، كما ان سكان المخيم يموتون جوعا بعد حصارهم دون تقديم معونات غذائية لهم مما دفع بالاطفال الرضع للموت، كما توضح مقاطع فيديو المعاناه التي يعيش فيها سكان اليرموك.

 وتوقفت المساعدات بعدما دخلت، السبت الماضي، دفعة يتيمة من المساعدات الإنسانية لمخيم اليرموك، بحسب معلومات مؤكدة. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد مجدلاني، إن ما أدخل من مساعدات لمخيم اليرموك، اليوم السبت، كان مجرد البداية، وأن تقديم هذه المساعدات سيتواصل خلال الأيام المقبلة.
وأشار مجدلاني خلال مؤتمر صحافي في رام الله إلى أنه تم إدخال 200 طرد غذائي فقط إلى المخيم تشمل مواد غذائية أساسية، بينها الخبز والزيت والأرز والسكر.
وحذرت مسؤولة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، نافي بيلاي، الجمعة، من أن العقبات التي تضعها القوات السورية أمام وصول المساعدات إلى اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك يمكن أن تشكل جريمة حرب.
وقالت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان في بيان، إن “حجم سوء التغذية وعدد الذين ماتوا بسببه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة غير معروفين بدقة”.
وأضافت “لكن من الواضح تماماً أن الوضع في اليرموك (قرب دمشق) يائس تماماً، وهناك مدنيون يموتون جراء ذلك. يبدو أن القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها تفرض عقاباً جماعياً على المدنيين في اليرموك”.
وأكدت بيلاي أن “منع وصول المساعدات الإنسانية إلى مدنيين في حاجة ماسة لها يمكن أن يشكل جريمة حرب”.
وأوضح ناشطون أن الوضع الإنساني في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، ومعضمية الشام، ودوما “مناطق الموت الثلاث” بدمشق، وصل إلى مرحلة حرجة، وينذر بحدوث حالات موت جماعي، بسبب حصار قوات النظام السوري لتلك المناطق، ومعاناتها من نقص في المواد الغذائية والطبية.
وتستهدف قوات النظام السوري المخيم بكافة أنواع الأسلحة والقذائف، حتى اضطر السكان في المخيم إلى أكل أوراق الأشجار، في ظل فتاوى تحلل أكل لحوم القطط والكلاب، مما يكشف حجم المأساة الإنسانية في المخيم.