دبي, 16 يناير, أخبار الآن –

الإدارة الإيرانية الجديدة برئاسة الرئيس حسن روحاني تنعم بفترة من النجاح الدبلوماسي في أعقاب البداية الرسمية الاتفاقية النووية المؤقتة التي تمتد لمدة ستة أشهر مع الدول الكبرى. كما أن تحركات إيران الدبلوماسية مدعومة من قبل شركائها في التفاوض.

و الادارة الاميركية تبذل كل ما بوسعها لمنع فرض عقوبات جديدة على إيران من قبل الكونغرس. الأصوات الرائدة العربية مثل رئيس مجلس وزراء الإمارات العربية المتحدة الشيخ. محمد بن راشد اعرب أيضا عن تأييده لإعطاء مجال لإيران لتحسين شؤونها. انطلاقا من هذه النقطة، فإن الكثير من المسؤولية تقع على عاتق إيران و كيفية تصرفا تجاه هذا كله. و في هذا الصدد، فإن دور فيلق القدس يعتبر دور كبير يجب مراقبته. إليكم تحليلنا:

كان الوجه الذي أظهرته إيران أمام الدول الكبرى في جنيف حضاري و منطقي و مهني. ونتيجة لذلك، حصلت إيران على نجاح دبلوماسي كبير، أمر تهربت منه لسنوات عدة. ولكن المشكلة هي ان ايران لا تتألف فقط من قيادة متقدمة و عالية الاحتراف ممثلة بالرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية جواد ظريف.

النظام الإيراني
يتألف من طبقات من مصادر القوة المتنافسة و الأحيانا متضاربة. مِن هنا، فإن فيلق القدس التابع للحرس الثوري يعتبر لاعب رئيسي. حيث يعمل فيلق القدسمثل دولة داخل الدولة، يحدد و ينفذ أمنه وسياسته الخارجية الخاصة.

كما يقدم تقاريره مباشرة إلى المرشد الأعلى، مما يصعب على الغرباء توقع أي اتجاه سوف تذهب إليه إيران في المستقبل.

في مثال جديد يثبت كيف لفيلق القدس تعقيد الأمور, فإن البحرين لا تزال تحتج على تدخل طهران في المنطقة. حيث ان السلطات البحرينية طلبت مرارا وتكرارا من ايران عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد. لكن رد طهران، الذي جاء من خلال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، كان إنكار الأدلة المحرجة التي أبدتها البحرين.

فمن الممكن أن نائب وزير الخارجية الإيراني بالفعل لا يعرف حقيقة الأمر. حيث أن فيلق القدس لا يقدم تقاريره إلى الحكومة، ويعمل بشكل مستقل تماما عن رقابة الحكومة الايرانية ومجلس الشورى. و يواجه فيلق القدس مختلف العقوبات الدولية لتورطه في أنشطة إجرامية. حيث أن التدخل العسكري الإيراني في سوريا هو في جوهره عملية خاصة بفيلق القدس.

من العراق إلى البحرين إلى المملكة العربية السعودية، وجميع المحاولات الأخرى لإثارة المتاعب الداخلية، يبدو أن كلها تأتي من أوامر فيلق القدس. و منذ فترة ليست بالطويلة, الرئيس السابق أحمدي نجاد نفسه كان قد اتهم فيلق القدس بعمل موانيء وبوابات جمركية غير شرعية و منتهكة بذلك القانون الإيراني.بما أن الحكومة الايرانية ليس لديها أية سلطة على فيلق القدس، فإن رؤية الحكومة الجديدة لتعزيز العلاقات الأخوية الدولية لن تتحقق ما لم تتم السيطرة على فيلق القدس ومنع أي تخريب للعملية الحالية.

السيناريو الأكثر ترجيحا هو أن الحكومة الايرانية ستواصل الصراع لحل التوترات الإقليمية إلى أن يحترم فيلق القدس العملية الديمقراطية في إيران أو أن يتم تفكيك الفيلق ودمجه بالجيش الايراني الموالي للحكومة الإيرانية. هذا، و بكل تاكيد، هو ما يريده الشعب الإيراني، كما يظهر التفويض الديمقراطي
المعطى للرئيس روحاني.