مخيم اليرموك، دمشق، سوريا، 14 يناير، (سيف الدين محمد، أخبار الآن)

لم يزل مخيم اليرموك يقدم يومياً مثالا صارخاً عن سياسة النظام في حل قضاياه العالقة مع المعارضة والكتائب المسلحة.

أزمة مجاعة .. باتجاهين

ذهب ضحية المجاعة حتى الآن في اليرموك أكثر من خمسين شهيدا لأسباب متعددة أبرزها الجفاف وسوء التغذية عدا القنص أثناء محاولات انتظار دخول المساعدات العالقة على مداخل المخيم المختلفة.
وبعيداً عن أن المسبب الرئيس للمجاعة هو سياسة النظام، فإن جشع التجار في المناطق المحيطة مثل يلدا وبعضهم في المخيم قد زاد الوضع سوءاً، هذا كله في ظل التساؤل عما تقوم بعض كتائب المعارضة المتواجدة في المخيم ومحيطه.
حاولت المؤسسات الإغاثية على اختلافها داخل وخارج المخيم القيام بعمليات تفاوضية وتسوية لإدخال المساعدات، لكنها وجدت الفشل اليومي.

يقول السيد (صالح سهلي) مسؤول الإغاثة في مؤسسة تواصل للتنمية: “كل جهودنا في محاولات تبادل الأغذية من الداخل مع دفع أسعارها في الخارج لم تنجح، إما لرفض التجار أو للغلاء الفاحش في سعر المواد الأولية”. وللتذكير فقد وصل سعر كيلو الرز الواحد في المخيم إلى عشرة آلاف ليرة سورية!.

أصوات من المخيم ..

يعيش السيد (أبو محمد خالد) من أهالي مدينة ردعا على “الماء والبهارات” بعد نفاد المواد القليلة التي كان يحتفظ بها من أجل بناته، ويسألني: “كم يستطيع الإنسان العيش على هكذا غذاء؟”.
وبحسب شهادته، فإن الساعات القادمة ستشهد ثورة جياع يخرج معها الناس إلى الحواجز حتى لو كان مصيرهم الموت قنصا. في الوقت الذي يصب جام غضبه على تجار الموت في الداخل وخصوصا منطقة يلدا التي قطعت أسباب التواصل مع الجائعين.
أما الشاب (محمد الصباغ) والد الطفل محمود الذي شيّع اليوم بعد استشهاده قنصاً، فيرى أن: “لا معنى للحياة .. كل يوم رح نطلع لمدخل المخيم .. ميتين وميتين … ما عاد تفرق”.

المجاعة .. طرق الحل

يرى أهالي المخيم أن طريق الخلاص من المجاعة يقع على عاتق الجهات المتقاتلة، وبشكل خاص النظام وشروطه. يكون الحل بخروج كافة الكتائب من داخل المخيم وتسليم البعض منهم نفسه لسلطات النظام، وبالتالي دخول قوات النظام إلى داخل المخيم كمنتصر ومحرر ومطهر للمخيم من “العصابات المسلحة”، وغير ذلك فالموت جوعاً هو الخيار القائم والذي لا تستطيع معه أية جهة محلية أو دولية كسره أو التخفيف منه.
وفي هذا الأمر تدرس الكتائب داخل المخيم الخطة المقترحة من النظام، تاركين مسألة حياة أو موت السكان المدنيين رهينة دموية الصراع القائم.
لذلك ربما تشهد الأيام القليلة القادمة سيناريو على غرار ما يحدث في المناطق “المطهرة” حين تدوس مذيعات القنوات الإخبارية السورية على جثث الشهداء وهن ينقلن الحدث للشارع السوري !!!.