دمشق، سوريا، (محمّد صلاح الدين، خاص أخبار الآن)

“الأسد لن يكون له دور في مستقبل سوريا وهو يعلم ذلك:
، يخطئ من يظن أنّ سقوط الأسد يتعلّق فقط بما يجري في الداخل”، بهذه العبارة أجابني العميد في جهاز استخبارات النظام السوري والذي فضّل عدم الكشف عن هوّيته عندما سألته عن التطوّرات المتلاحقة التي تشهدها الساحة الداخلية في سوريا.

يتابع العميد من الطائفة العلوية قائلاً: “كلّ ما يجري الآن مرتبط بشكل مباشر مع ما يدور في كواليس قاعات الاجتماع والمكاتب المغلقة وفي اتصالات المسؤولين الهاتفية، أقول لك باختصار: الأسد لن يكون له دور في مستقبل سوريا وهو يعلم ذلك، وما يقوم به الآن هو لعب الدور الموكل له من قبل الأسرة الدولية، فالأسد جزء من اللعبة وينفذ ما يطلب إليه مقابل الحصول على خروج آمن له ولعائلته عقب انتهاء دوره”.

المطلوب من الأسد

ولدى سؤالي عن الدور المطلوب من رأس هرم النظام السوري بشار الأسد قال العميد: “المطلوب الآن هو الحفاظ على مصالح كثير من الأطراف المتصارعة للحصول على حصتها من الكعكة السورية التي عقّدت بتشعبها كثير من حسابات المجتمع الدولي، إذ لاتزال أمريكا أكبر الخاسرين في (القسمة الحالية) إن صحّ التعبير وهو ما يجبرها على تأخير موعد رحيل الأسد إلى حين ضمان حصتها من هذه الكعكة خصوصاً مع تنامي دور الجهاديين في سوريا، وإنّ دور الأسد في هذه المرحلة يتعلّق بضرورة التخلص من أصحاب الفكر الجهادي لضمان أمن إسرائيل بما تقتضيه مصلحة أمريكا التي تسعى إلى تثبيت حكم الإسلاميين المعتدلين تجنبّاً لسيطرة التطّرف على سوريا مستقبلاً، وإن أطالت هذه المساعي من أمد الصراع. 
كما كان لروسيا نصيبها من الكعكة السورية بعد حصولها على حقوق التنقيب عن النفط والغاز في منطقة شاسعة من الساحل السوري عدا عن استعادتها دورها الاقليمي والدولي عبر مواقفها المتكررة في المحافل الدولية لا سيما مجلس الأمن ورفضها كثيرا من القرارات التي كانت تهدف إلى وضع حد لنظام الأسد.


داعش ونظام الأسد

من جهة أخرى ذكر مصدرٌ خاص لأخبار الآن أنّ العملية العسكرية الأخيرة ضدّ داعش والتي تشنّها عدة فصائل مقاتلة في سوريا بغطاء من هيئة الأركان، تأتي في إطار تلميحات مباشرة لهذه الفصائل والقوى المعارضة بضرورة التخلص من داعش التي سيطرت على مناطق كثيرة شمال وشرق سوريا قبل التخلّص من نظام الأسد وإلّا فلن تسمح الولايات المتحدة لهذه القوى بإسقاطه.