باريس، فرنسا، 10 يناير، (إياد عيسى، أخبار الآن)

‎تبدو السخرية هي السلاح الوحيد الذي يمتلك السوريون القدرة على إنتاجه، ولا يخضع للحظر الدولي، والحسابات السياسية دولياً واقليمياً.
آخر استخداماته، جاء رداً على قرار النظام السوري بادراج اللغة الروسية في المنهاج التعليمي إلى جانب الإنكليزية كلغة أجنبية ثانية، يختارالطالب مابينها وبين الفرنسية، بدءاً من العام الدراسي القادم.

ما إن أُذيع النبأ حتى أمطره الناشطون عبر شبكات التواصل الإجتماعي بوابل لا ينتهي من السخرية. أحد الناشطين، دعا إلى ترقب تصريح لمفتي النظام الرسمي أحمد حسون، يقضي فيه بأن اللغة الروسية هي لغة (الأولياء الصالحين).

 ومع إنتشار خبر نية وزارة التربية الاستعانة فعلاً بنحو 450 مُدرسة روسية لإنجاز المهمة، تصاعدت وتيرة القصف بالسخرية المزودة هذه المرة بصور لشابات فاتنات يعكسن الجمال الروسي المشهور عالمياً، إذ أعرب ناشط عن حسرته لتجاوزه سن التعليم بالقول: “راحت علينا بس مو مشكلة مندخل محو أمية.. والله لنكيف”، بينما طالب ناشط بإعادة إدماج الكبار في الخطة التدريسية الجديدة بعد قرار استقدام المدرسات الروسيات خاتماَ بجملة “والله لنتعلم”، في حين ناشد ناشط  الجميع ( أوقفوا القتل نريد اللغة الروسية لكل السوريين).

على ضفة مختلقة أضاف آخر: “أين أنت يا إيفان، أين أنت يا أرنب… بوشكين، ايفانوف، مركز ثقافي روسي، لينين، خبير روسي… كلاشينكوف، مسدس ميغروف، طائرات ميغ وسيخوي، زيل، براميل متفجرة، رمانات يدوية دفاعية، والأحلى هجومية… خراتشوف……….. ليكني عم أحكي روسي منيح، والحمد لله على نعمه”.

ناشطون، اختاروا النسج على المنوال السياسي بعيداً عن (التقية)، منهم من اعتبر أن كل اللغات جميلة و (متعوب عليها) لكن الإنسان يكره عادة لغة الأعداء كالروسية والإيرانية، وبذات الجدية كتب واحد من المعارضين على صفحته ( نحن بانتظار الاقرار باللغتين الفارسية والعبرية).

استخدم السوريون سلاح السخرية منذ اللحظات الأولى للثورة في مواجهة ألة تدمير النظام، نجح الأخير بتدمير ساحات التظاهر والاعتصام، فرض منطقه بالعسكرة، استجر كل أدوات الموت من الرصاصة إلى الكيماوي والارهاب المُصنع، وبقيت السخرية حية ومتألقة كعنوان لثورة أولها سلمي وآخرها سلمي، كل ما حدث أن أماكن المواجهة انتقلت من الأرض إلى عالم افتراضي أصبح حقيقة.