دمشق، سوريا، 10 يناير، (هلا بلخي، أخبار الآن)
في التاسع من يناير من العام الماضي، لم تكتمل فرحة أهل الشاب أمجد موسى سويداني الذي كان معتقلاً في أقبية النظام السّوري. إذ تمّ الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى بين معتقلين سوريين لدى النظام و أسرى إيرانيين عند الجيش السوري الحرّ.
وصلني في ذلك اليوم ظهراً اتصال من والدتي بصوتٍ مغتبط، قائلةً لي: “ماما .. الحمد لله .. طلع أمجد .. بس يعليّي تعبان كتير”.
كان أمجد وقتها بحالة جسدية ونفسية يرثى لها، ولم يقبل التحدّث إلى أحد، بل اكتفى بجلوسه في إحدى زوايا المنزل، وعندما حاولت والدته إطعامه قطعةً صغيرةً من الموز، تقيّأ أمجد قطعة دم متخثرة مع بلغم.
بعدها خلد أمجد إلى النوم ولم يستيقظ !! في البداية ظنّ أهله أنه قد دخل في غيبوبة وقاموا بنقله إلى مشفى المجتهد في دمشق، لكن المشفى أخبرهم أنه قد فارق الحياة دون توضيح أسباب الوفاة.
أُجبِرَ أهل أمجد على دفنه في مقبرة الحلقة بالميدان في مدينة دمشق، دون السماح لهم بتشريح الجثة لمعرفة أسباب الوفاة.
الشاب أمجد موسى سويداني يبلغ من العمر 19 عاما، كان قد أفرحَ والدته قبل عام بدخوله فرع الجيولوجيا في جامعة دمشق، أمّا اليوم فقد زرعت والدتهُ قبره زهوراً، وما زالت تبكيه كل يوم وتتحدث إليه وتقول لنا: “طول النهار أمجد معي هون، بياكل معنا، بيشرب معنا، بس بالليل ما بعرف وين بيروح”. و ما زال أصدقائه حتّى اليوم يلقبّونه بـ “مجّود الغالي”.