حلب، سوريا، 7 يناير، (رامي سويد، أخبار الآن)

بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات الطاحنة في مدينة تل رفعت “أكبر مدن ريف حلب الشمالي” تمكنت الجبهة الإسلامية المتمثلة بلوائي الفتح والتوحيد من السيطرة على آخر معاقل تنظيم داعش في المدينة، حيث سيطر مقاتلو الجبهة على المركز الثقافي والمصرف الزراعي وهي المباني التي كان يتمركز فيها مقاتلو داعش.

حصيلة ثلاثة أيام من الاشتباكات في المدينة كانت تسعة شهداء من الجبهة الإسلامية وستة شهداء من المدنيين بينهم طفلان قتل معظمهم برصاص قناص داعش الذي كان متمركزا اعلى بناء المركز الثقافي شمال المدينة، بالإضافة إلى حوالي خمسة وعشرون جريحا تستضيفهم مشافي المدينة حالة معظمهم مستقرة.

جاءت سيطرة مقاتلي الجبهة الإسلامية على المدينة بعد سيطرتها صباح امس على بلدات حربل والشيخ عيسى واحتيملات وصوران، ليصبح طريق الثوار مفتوحا نحو مدينة اعزاز التي تعتبر آخر معاقل داعش في ريف حلب الشمالي, ذلك بعد سيطرة الثوار في وقت سابق على بيانون وحريتان وعندان واخترين وحيان ودابق وكفرحمرة ومعارة الارتيق وبابيص “وكلها مدن وبلدات كان فيها مقرات لتنظيم داعش سيطر عليها الثوار في الايام الأخيرة”.

في الريف الغربي استمرت عمليات الكر والفر على محور مبنى الزراعة بين ثوار الأتارب “جيش المجاهدين المتمثل بألوية الأنصار والأمجاد وكتائب الزنكي” ومقاتلو داعش الذين يتحصنون في الفوج 46 قوات خاصة ومدفعية الشيخ سليمان الواقعة على الجبل الذي يفصل بين الاتارب ودارة عزة التي سقطت هي الأخرى بيد الجيش الحر، حيث سيطر مقاتلو الفرقة التاسعة “جيش حر” على جميع الحواجز والمقرات التي كانت تتحصن فيها داعش.

في الريف الغربي لحلب أيضا أصبحت القرى والبلدات جميعا تحت سيطرة “جيش المجاهدين” ذلك بعد سيطرتهم البارحة على عينجارة ومعراتة وبالا وسيطرتهم في وقت سابق على الاتارب التوامه وكفرناصح وبابكه وباتبو والجينه وكفرنوران  وكفرحلب وابين والابزمو.

أما في الريف الشرقي فقد بسط الثوار سيطرتهم على مدينة جرابلس بسهولة نسبيا حيث سلم معظم مقاتلي داعش انفسهم للثوار وتحصن الباقون في مبنى المركز الثقافي وتجري الآن مفاوضات لتسليم المبنى لحقن الدماء، ذلك من خلال اقناع مقاتلي داعش بأن الامور منتهية وهناك 300 مقاتل من مختلف فصائل الثوار يحاصرون مبنى يتحصن فيه 30 مقاتلا من تنظيم داعش فقط..!

جاءت السيطرة على مدينة جرابلس في الريف الشرقي بعد يوم من السيطرة على مدينة منبج أكبر مدن ريف حلب على الإطلاق “يقدر عدد سكانها ب600 الف نسمة” حيث جرت اشتباكات قوية في المدينة استمرت يومان نتج عنها عشرات القتلى والجرحى في صفوف الطرفين، لاتزال جثث بعضهم موجودة في المشفى الوطني إلى الآن في ظل تكتم وتعتيم الهيئة الشرعية على عددها ومنع الاعلاميين من الدخول لتصويرها..!

في الأثناء أصدر لواء التوحيد “اكبر فصائل حلب وأحد أهم مكونات الجبهة الاسلامية” بيانا يوضح فيه انتهاكات داعش التي ارتكبتها ضد منتسبيه حيث اتهم لواء التوحيد تنظيم داعش باعتقال قائد فوج التوحيد في مدينة ديرحافر “40 كيلومتر شرقي حلب” وإجباره على تصوير مقطع فيديو يعلن فيه تبرأه من الجبهة الاسلامية، كما اتهم اللواء تنظيم داعش بقتل ثمانية عناصر من الفوج السادس قرب عندان غدرا أثناء جلسة للتفاوض على تسليم مقر لداعش.

اتهم اللواء تنظيم داعش ايضا بتفجير سيارة مفخخة في حاجز تابع للواء على مفرق حريتان في ريف حلب الشمالي مما أدى لمقتل عدد من عناصر اللواء واصابة آخرين كما اتهم اللواء اخيرا تنظيم داعش باعتقال عدد من مقاتلي الفوج الاول في منطقة الحيدرية بمدينة حلب.

بالذهاب إلى مدينة حلب , فلا تزال الاشتباكات مستمرة بين مختلف فصائل الثوار وتنظيم داعش على عدة محاور حيث تمكن “جيش المجاهدين” من التقدم والوصول إلى مبنى قيادة تنظيم داعش في مدينة حلب الكائن في مبنى مشفى الأطفال في حي قاضي عسكر وسط المدينة حيث تقدم إليه الثوار من محور حي “القطانة”، ردا على ذلك قام قناص داعش المتمركز أعلى المشفى باستهداف بيوت المدنيين القاطنين في الحي مما اضطر معظمهم للنزوح، ومما اضطر الثوار أيضا إلى اعلان المنطقة الواقعة بين دوار الحاووظ ودوار قاضي عسكر منطقة عسكرية مغلقة والايعاز للمدنيين بعدم الاقتراب منها.

 في الوقت الذي استمرت فيه الاشتباكات بين الثوار وتنظيم داعش في القسم الشمالي من المدينة، حيث سيطرت كتائب الثوار على منطقة بعيدين، ومن ثم حاصرت مجموعات لداعش في حي الهلك القريب بعد اشتباكات قوية جدا في منطقة المثلث بنفس الحي أدت لمقتل أربعة مدنيين برصاص طائش، بعد ذلك قام بعض مقاتلي داعش بتفجير انفسهم بأحزمة ناسفة كانوا يرتدونها عند اقتراب الثوار من أسرهم، كما قام مقاتل آخر تابع لداعش بتفجير نفسه بجزام ناسف في منطقة الشعار شرق حلب بالرغم من عدم وجود اي اشتباك في المنطقة الامر الذي أدى لمقتل شخص كان مارا في الطريق وجرح آخرين.

في نفس الوقت استمرت الاشتباكات في أحياء الحيدرية والانذارات وسيطر الثوار على منطقة مساكن هنانو القريبة بعد حصارهم لمبنى البريد الذي كانت تتمركز فيه داعش، لتصبح بذلك الأحياء الغربية والجنوبية “المحررة” تحت سيطرة “جيش المجاهدين” بالكامل، وتصبح الأحياء الشرقية من المدينة تحت سيطرة الجبهة الاسلامية “باستثناء مقر داعش المحاصر في مشفى الأطفال” ويستمر تقدم الثوار في الأحياء الشمالية من المدينة لليوم الخامس على التوالي.