ستوكهولم، السويد، 3 يناير 2013، (حازم داكل، أخبار الآن) –

اضطر كثير من السوريين للذهاب إلى أوروبا هربا من عنف النظام، وطمعا في إيجاد حياة كريمة لهم ولأسرهم.  لكن ذلك الحلم في الوصول إلى أوروبا محفوف بالخطر خاصة القادمين إليها عن طريق البحر. عماد هو أحد السوريين الذي قرروا اللجوء إلى أوروبا فدفع آلاف الدولارات ليستقل أحد قوارب التهريب، لكن أتت الرياح بما لم يشتهي عماد، فغرق القارب في عَرض البحر، وأغرق اسرته المكونة من 11 فردا. مراسلنا حازم داكل التقاه بعد وصوله إلى ستوكهولم في السويد ليروي له القصة كاملة.

عماد وحيداً في هذهِ الغُرفة بعدَ أن فقدَ إحدى عشرَ شخصاً من عائلتهِ في البحر، أثناءَ هروبِهم من الحرب وسعيهم لغدٍ افضل في السويد، واقِعَهُم المرير جَعلهم يُخاطرونَ بحياتهم مع مهربٍ لا يأبه سوى بالمال، الذي سيجنيهِ من هذهِ الرِحلة، مما دفعهُ للتخلي عنهم في عرضِ البحر، ما أن وصلت النقودَ الى جيبه.

يقول عماد شيخ محمد وهو احد المهاجرين والذي فقد أسرته وهم في طريقهم الى اوروبا: ” طلعنا من ليبيا بأتجاه لامبيدوزا, كنا انا وأخويي وعائلاتهم كنا 12 شخصاً, ودفعت نقداً 8 الاف دولار لليبيين, اعطيتهم على الشخص 1200 دولار, وكانوا يأخذون للأطفال لكن اطفالنا صغار لم يأخذوا نقود, لكن من عشر سنين وأكبر يأخذون 500 دولار للواحد”.

المراسل: “كم شخص فقدت في هذه الرحلة؟”، عماد: “11 شخص”.
المراسل: “انت الوحيد الناجي من بينهم ؟”، عماد: “انا الوحيد الناجي أخوتي كانوا من الجهة المقابلة للقارب, وانا وزوجتي وأبني كنا بالغرفة, عندما قلب القارب كان على الجهة اليمنى, الماء امتلأت به الغرف اول شيئ – من طرفنا – عندما كنت انقذ زوجتي وانا خارج من باب الغرفة ضربني القارب على رأسي وأغمى علي, وجدت نفسي على وجه الماء”.

“كيف وجدت على وجه الماء لا اعلم, الله وحده يعلم , عندما صحيت بدأت بالأستفراغ بحثت عن زوجتي ولم اجدها, عدت وغطست باحثاً ولم اجدها, رأيت القارب مقلوبا رأسا على عقب, بعدها سبحت حوالي الساعتين والنصف, الى ان اتت السلطات المالطية, ولو تأخرت 5 دقائق لما كنت حياً هذه اللحظة”.

هذهِ الصورُ هي أخر ماتبقى لهُ من عائلةٍ كاملةٍ فقدها في عُمقِ البحر، يقلبُ صورهم طوالَ الوقت باكياً لفاجعتهِ بفقدانهم ولبقائهِ وحيداً في بلدٍ بعيد. يقول عماد: “بالحقيقة رحلتي ما بتسوى شي, لست سعيداً وانا في السويد.

المراسل: كنت تتمنى ان تكون في سوريا الأن؟”، يجيب عماد: “ولله اتمنى ان اكون في سوريا تحت الحرب ولا اكون هنا وحيداً.

عماد حاله كحال العشرات من السوريين الذين هربوا من بلدهم خوفاً من الموت ليجدونه امامهم في طريق هربهم.