دمشق، سوريا، 1 يناير 2014، (هلا بلخي، اخبار الآن)

في ظلّ انقطاعٍ شبه دائم في التيار الكهربائي في مدينة دمشق، يبحث السّوريون عن طرق جديدة للتعايش مع الوضع الجديد في عاصمة الظلام .. دمشق.

يترافق هذا مع استمرار أزمة الوقود وغلاء سعر المازوت إن وُجِد، إذ باتت مدفأة المازوت وسيلة غير متوفرّة في المنازل فكانت المدفأة الكهربائية هي البديل الوحيد على الرغم من غلاء فواتير الكهرباء وغيابها المستمر.

وعند غياب كل وسائل التدفئة يقوم المواطن بارتداء ما تيسّر من ملابس. ولمكافحة البرد أيضاً أصبح الشاي بالقرفة هو المشروب الأكثر انتشاراً، و الذّي أصبح أهل دمشق يقومون بتقديمه للضيوف في بعض الأحيان عوضاً عن القهوة.الصوبا، الصوبيا

يستعين السويّون بأداتين أساسيتين للإنارة وهما: الشمع سريع الذوبان وغالي السعر والشواحن الضوئية سريعة العطب وغالية السعر أيضاً. لهذا فهم كثيراً ما يعتمدون على الطريقة المثلى لتجاوز الظلام والبرد، وهي النوم في كل مرّة ينقطع فيها التيار الكهربائي !

كما أن القطع المفاجئ للكهرباء وعدم انتظام توقيت عودة التيّار أدّى إلى أزمة جديدة، وهي عطل الأدوات الكهربائية، فأضافت هذه الأعطال عبئاً ماديّاً إضافياً إلى حياة السوريين.

ولقضاء الوقت و قتل الملل عادت الألعاب القديمة والبدائية إلى الساحات الدمشقية، كالبرجيس وطاولة الزهر للكبار و ( الطميمة ) أي لعبة الاختباء للأطفال. وبشكلٍ قسريّ ابتعد الجميع عن متابعة الأخبار بسبب انقطاع التيار الكهربائي الدائم، حيث يقتصر كل مواطن على العيش ضمن الحدث المحيط بمنطقته، ويقومون بتبادل الأخبار .. قيل عن قال.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وخاصةً الفيس بوك، يتناول السوريون موضوع انقطاع الكهرباء بلونٍ آخر، وهو السخرية وإطلاق النكت والدعابات .. فيتداولون اسم ( عماد خميس ) وزير الكهرباء بطريقة هزلية، وكثيراً ما يتلقّى الشتائم من مستخدمي الفيس بوك السوريين على جميع توجهاتهم السياسية.