الرياض، المملكة العربية السعودية، 30 ديسمبر 2013، ا ف ب –

اكد العاهل السعودي الملك عبدالله والرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند وجود اتفاق في وجهات نظر بلديهما ازاء الازمات الاقليمية وخاصة في سوريا ولبنان وايران.

وقال مصدر فرنسي يرافق هولاند في زيارته ان الملك عبدالله عبر عن قلقه ازاء الازمات الاقليمية -ايران وسوريا ولبنان ومصر- واشاد بموقف فرنسا الشجاع بشأن هذه الملفات الاساسية.
             
وكان الرئيس الفرنسي وصل الى المملكة العربية السعودية صباح الاحد في زيارة تستغرق يومين والتقى العاهل السعودي في قصره في روضة خريم على بعد نحو ستين كيلومترا شمال شرق الرياض.
                           
وتابع المصدر نفسه ان العاهل السعودي شدد على “اتفاق مواقف” البلدين حول مختلف هذه الملفات، مضيفا  ان الملك عبدالله اتهم خلال اللقاء الرئيس السوري بشار الاسد بانه “دمر بلاده” وتسبب في قدوم “المتطرفين الاسلاميين”.
             
وبعد الاعتداء بالسيارة المفخخة الذي ادى الى مقتل محمد شطح الوزير اللبناني السابق والمستشار الابرز لدى سعد الحريري، القى الملف اللبناني بثقله على المحادثات بين العاهل السعودي وهولاند.
             
وعلى غرار فرنسا لا تخفي الرياض قلقها من التدخل الايراني في الشؤون العربية خصوصا في لبنان عبر حزب الله الشيعي.
             
وتعهد الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحافي عقده مساء الاحد في الرياض ب”تلبية” طلبات تسليح الجيش اللبناني لدعم الرئيس ميشال سليمان.
             
وقال هولاند عقب لقائه العاهل السعودي “تربطني علاقات بالرئيس سليمان (…) واذا وجهت الينا طلبات فسنلبيها”.
             
وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان اعلن قبل ذلك تعهد  السعودية بتقديم مساعدات عسكرية الى الجيش اللبناني بقيمة ثلاثة مليارات دولار على ان يتم شراؤها من فرنسا.
             
وقال سليمان “قرر خادم الحرمين الشريفين عاهل المملكة العربية الشقيقة تقديم مساعدة سخية مشكورة للبنان بمقدار ثلاثة مليارات دولار مخصصة للجيش اللبناني لتقوية قدراته وهي ستسمح له بالاستحصال على اسلحة حديثة وجديدة تتناسب مع حاجاته وتطلعاته”.
             
ونقل الرئيس اللبناني عن الملك السعودي قوله ان “شراء الاسلحة سيتم من الدولة الفرنسية وبسرعة نظرا للعلاقات التاريخية التي تربطها بلبنان ولعمق علاقات التعاون العسكري بين البلدين”.
             
وردا على سؤال حول تصريحات الرئيس اللبناني بهذا الشأن قال هولاند “لست ملزما باعطاء معلومات في هذا المجال”.
             
وتابع “ما اعرفه ان فرنسا منذ وقت طويل وحتى المرحلة الاخيرة، كانت تجهز الجيش اللبناني وتنوي تلبية كل الطلبات التي توجه اليها لان لبنان يجب ان يبقى موحدا ويجب ان تحترم سيادته وامنه”.
             
حول الملف السوري قال هولاند ان الفرنسيين والسعوديين “يتقاسمون تماما الموقف نفسه”، كما اشاد ب”الحكمة الثمينة” للملك عبدالله الذي “يسعى الى حل سياسي في سوريا ويدعم المعارضة المعتدلة ويعمل من اجل مرحلة انتقالية” اعتبر انها “يجب الا تؤدي الى تمديد” نظام بشار الاسد.
             
حول ايران قال هولاند ان لدى البلدين “الارادة نفسها للتوصل الى حل نهائي” للبرنامج النووي الايراني.
             
اما بشأن الملف المصري فهناك بعض الخلافات. وفي حين ان الرياض تقدم دعما غير مشروط للسلطة الجديدة فان هولاند دعا مرة جديدة القاهرة في مقابلة مع جريدة الحياة الى افساح المجال امام “مجمل التيارات السياسية التي ترفض العنف بالمشاركة في عملية الانتقال السياسي”.
             
ومن المقرر ان يلتقي هولاند مساء الاحد كلا من رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري ورئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا.
             
ويرافق الرئيس الفرنسي في زيارته وزراء الخارجية لوران فابيوس والدفاع ايف لودريان واصلاح الانتاج وارنو مونتيبورغ والتجارة الخارجية نيكولا بريك، اضافة الى رؤساء نحو ثلاثين شركة بينها اريفا والستوم وتاليس.
             
بالنسبة الى الملفات الاقتصادية ذكر هولاند في حديث الى صحيفة الحياة نشر الاحد ان السعودية اصبحت “الزبون الاول لفرنسا في الشرق الأوسط” اذ تجاوزت قيمة المبادلات بين البلدين ثمانية مليارات يورو في 2013 بينها ثلاثة مليارات من الصادرات الفرنسية وان كان الميزان التجاري يتسم بعجز نظرا لواردات النفط من السعودية.
             
وسجلت العلاقات التجارية الفرنسية السعودية “نتائج جيدة في 2013 مع منح الستوم عقد انشاء مترو الرياض بينما ستقوم فرنسا بتجهيز الحرس الوطني السعودي وكلفت ثلاث شركات فرنسية تحديث الاسطول السعودي”.
             
وتتوقع الرئاسة الفرنسية آفاقا “مشرقة” في هذا المجال العام المقبل.
             
وقال عبد العزيز صقر مدير مركز الخليج للابحاث ان السعودية تريد “توسيع شراكتها مع فرنسا” بعد ان توترت علاقاتها مع واشنطن بسبب مواقف الولايات المتحدة الاخيرة حيال سوريا وايران.