الرباط, المغرب, , 28 ديسمبر 2013, وكالات – 

رغم اجراءات السلامة التي تتبعها الحكومة المغربية يعاني صيادو الاسماك في المغرب من من ظروف محفوفة بالمخاطر, خاصة على سواحل البحر المتوسط والمحيط الأطلسي التي ينطلق منها آلاف من صيادي الأسماك بحثا عن الرزق.  

وكانت السلطات المغربية قد خصصت نحو ستين مليون دولار في عام الفين وثمانية لبرنامج “إبحار” بهدف تحسين ظروف عمل الصيادين, وذلك بتوفير  قوارب جديدة إلى الخدمة وتجهيز 16 ألف قارب بمعدات للحماية وتطوير 1800 قارب.وتقول الحكومة إن البرنامج يهدف في المقام الأول إلى حماية الصيادين علاوة على زيادة فعالية وكفاءة أنشطة الصيد التقليدية.

فقد صياد الأسماك يوسف صبي اثنين من زملائه عندما داهمتهم عاصفة في البحر خلال رحلة صيد بعد انطلاقهم من بلدتهم تيفنيت التي تبعد 45 كيلومترا عن منتجع أغادير.

وقال صبي “لاحظنا أن قوة الرياح ترتفع وقررنا أن ننتظر قليلا حتى تهدأ الرياح لكي نخرج (نعود) إلى الشاطيء. لكن جاء القدر. انقلب المركب بسبب موجة عالية وذهب معها كل شيء. صمد أحد أصدقائي قليلا ثم فقدته. أما الآخر فلم أره منذ انقلب المركب.”
وأضاف صبي أن ارتفاع الأمواج وصل إلى ستة أمتار لكنه نجا من الموت عندما تعلق بخزان للوقود كان طافيا في الماء ثم سبح قرابة ساعتين حتى وصل إلى الشاطيء.وتنتشر قرابة 170 مرفأ للصيد على السواحل المغربية ويرسو بها نحو 18 ألف قارب للصيد معظمها مصنوع من الخشب.

وقال محمد العمراني ممثل المكتب الوطني للصيد في المنطقة الوسطى للمحيط الأطلسي “يهتم برنامج إبحار بصفة رئيسية بسلامة الصيادين ويشمل تزويدهم بأجهزة اتصال لاسلكية ونظام تحديد المواقع وكذلك بأجهزة استشعار لزيادة كفاءة القوارب أثناء الصيد وليعرف الصيادون أماكنهم أثناء العمل.”
وتأسس العديد من الجمعيات التعاونية للصيادين التقليديين لتحقيق الاستفادة القصوى من مبادرات وبرامج الحكومة.

لكن تعاونية الصيادين في تيفنيت التي تضم 450 عضوا ترى أن الحاجة تدعو إلى مزيد من الجهود لتحسين ظروف عمل صياد الأسماك التقليدي.
وقال محمد الصغير رئيس تعاونية الصيادين في القرية “هناك بعض المشاكل ونحن ننتظر أن نجد لها حلولا بالتعاون مع الجهات المختصة.

مثلا لا توجد قرية للصيادين وهذا يشكل مشكلا بالنسبة لسكن البحارة. وهناك كذلك مشكل كاسر الأمواج غير الموجود وهذا يعني أن البحارة يكونون في حالة عطالة تدوم تقريبا من خمسة إلى ستة أشهر في السنة.”

ورغم ذلك ذكر بعض الصيادين في تيفنيت أنهم استفادوا كثيرا من التعاونية.وقال صياد يدعى محمد الرحي “التعاونية جيدة والمشروع جيد كذلك كما أن تواجد الجرار حسن وضعيتنا لأنه قلل من عذابنا. لكن يجب أن يخصص لنا البنزين المدعوم وأن يرتفع سعر السمك.”وتشير إحصائيات رسمية إلى أن قطاع الصيد التقليدي بالمغرب يعمل فيه زهاء نصف مليون شخص.

ويدفع الاتحاد الأوروبي 36 مليون يورو (47 مليون دولار) سنويا للمغرب مقابل السماح لزوارق الصيدالأوروبية بالعمل في مياه المملكة الإقليمية وذلك يموجب اتفاقية أبرمت عام 2007.