بانغي, 18 ديسمبر, وكالات –
واصل الجيش الفرنسي عملية نزع الاسلحة في بانغي مستهدفا هذه المرة الميليشيات المعروفة بمناهضي بالاكا، فيما اعلنت الولايات المتحدة وجود عسكريين اميركيين في عاصمة افريقيا الوسطى لتنسيق النقل الجوي لجنود بورونديين اليها. وفي اشارة الى الدعم المتزايد من قبل واشنطن للعملية العسكرية التي تقوم بها قوات الاتحاد الافريقي بدعم من فرنسا، ستتوجه السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سامنتا باور ومساعدة وزير الخارجية للشؤون الافريقية ليندا توماس-غرينفيلد في وقت قريب جدا الى جمهورية افريقيا الوسطى، حسب ما اعلنت الاخيرة.
وقالت توماس-غرينفيلد “نحن قلقون جدا من اعمال العنف الوحشية في افريقيا الوسطى وخصوصا ذات الطابع الطائفي التي تستهدف المدنيين”.
وقد بدأ الجنود الفرنسيون فجر الثلاثاء عملية “تأمين” بوي-رابي الحي الشمالي في العاصمة ومعقل الميليشيات المسيحية “المناهضة لبالاكا” (المناهضة للسواطير بلغة السانغو)، شاركت فيها آليات مصفحة ومروحية وانتهت مبدئيا عند الظهر.
وحي بوي-رابي القريب من المطار يعتبر معقلا للرئيس السابق فرنسوا بوزيزي الذي اطاحت به في اذار/مارس 2013 حركة سيليكا للمتمردين السابقين. كما يعد هذا الحي الواقع عند اطراف الادغال ملجأ لكثيرين من عناصر الميليشيات “المناهضة لبالاكا” الذين يقاتلون سيليكا.
وفي سياق هجوم واسع منسق في الخامس من كانون الاول/ديسمبر في احياء عدة بضواحي بانغي شاركت هذه الميليشيات في هجمات عديدة ضد مدنيين مسلمين اخذوا بجريرة التمرد السابق لمقاتلي سيليكا اي الائتلاف الذي يضم غالبية من المسلمين والحاكم منذ اذار/مارس.
وقد تعرض بوي-رابي للنهب مرات عدة في الاشهر الاخيرة من قبل رجال سيليكا الذين ارتكبوا فيه تجاوزات عديدة. وسكانه المسيحيون الذين ضاقوا ذرعا من هذه التجاوزات يساندون بغالبيتهم الميليشيات “المناهضة لبالاكا” المجهزة باسلحة بسيطة بوجه عام.
وقال الجنرال فرنسيسكو سوريانو الذي يقود القوة الفرنسية في جمهورية افريقيا الوسطى “لدينا مؤشرات الى وجود (عناصر) لمناهضي بالاكا” في بوي-رابي، مؤكدا ان العملية “جرت بشكل جيد”.
واضاف الجنرال ان الجيش الفرنسي بدأ هنا مرحلة جديدة من عملية نزع الاسلحة من الميليشيات والمجموعات المسلحة التي انطلقت في التاسع من كانون الاول/ديسمبر في بانغي.
وبعد تجريد مقاتلي سيليكا من اسلحتهم وجمعهم في ثكنات اعرب العديد منهم عن غضبهم لان عملية نزع الاسلحة تذهب في اتجاه واحد برأيهم لتحد من قوتهم وتتركهم عاجزين عن الدفاع عن المسلمين في وجه رغبة سكان بانغي –المسيحيين بغالبيتهم– بالانتقام.