سوريا , 16 ديسمبر 2013 , الشبكة السورية لحقوق الإنسان –

استخدم النظام السوري البراميل المتفجرة وهي في حقيقتها عبارة عن  قنبلة , تأتي على نوعين , إمّا بـ قالب معدني أو اسمنتي , مزوّدة بـ مروحة دفع في الخلف , و صاعق ميكانيكي في رأس المقدمة , يولد التفجير عن طريق التصادم ,  بـ سعات مختلفة , تصل إلى 500 لتر تقريباً, و لها حوامل على الأطراف , تساعد في رفعها و وضعها في الطائرة .
المادة المحشوة هي مادة  TNT المتفجرة يضاف إليها مواد نفطية , مهمتها العمل على اندلاع حرائق , و أن تزيد في مساحة امتدادها , و يضاف أيضاً قصاصات معدنية , لكي تكون شظايا , تحدث أضرار مادية , كما تتنوّع  اصاباتها عند البشر , حسب ما تصيب بهم , فـ تولد الحروق , و ربما فقدان أعضاء , و إن كان الانسان قريباً , أو كان طفلاً , قد تصل إلى درجة قتله , عدا عن ضغط الانفجار الذي يحدث , و الصوت المهول المرافق  ، و من ثم القيام برميها من الطائرات المروحية و العمودية ، وقد لجأ النظام السوري لذلك لأن كلفتها أقل بكثير من كلفة الصواريخ ، و هي ذات أثر تدميري كبير حيث تعتمد على مبدأ السقوط الحر بوزن يتجاوز احيانا الربع طن .
الشبكة السورية لحقوق الإنسان تعتبر البراميل المتفجرة أسلحة عشوائية بامتياز ، الهدف من ورائها القتل و التدمير العشوائي ، وقد استخدمت قوات الاسد بحسب دراسة استقصائية قامت بها الشبكة السورية لحقوق الإنسان،  شملت مختلف المحافظات السورية، استخدمت إذاً  أكثر من 1425 برميلا متفجرا أودت بحياه  مالايقل عن 1179 مواطن بينهم نحو  240 طفل و أكثرُ من  97 % من الضحايا هم  مدنيين و هذا دليل قاطع على أنها أسلحة عشوائية تهدف إلى القتل و القتل فقط.

و قد أحدثت تلك البراميل المتفجرة أثرا تدميريا واسعا تسبب في دمار و تضرر  مالايقل عن 5400 مبنى مابين منزل و مدرسة و مسجد و كنيسه ، وماتزال آثار الحفر الواسعة التي خلفتها تلك البراميل في عدة محافظات سورية موجودة حتى اللحظة و أغلبها ضمن أحياء سكنية.
بتاريخ 15/12/2013 ألفقت الطائرات المروحية الحكومية أكثر من 10 براميل متفجرة على أحياء مختلفة في مدينة حلب مما أودى بحياة أكثر من 100 شخص كلهم مدنيين ، في حي واحد يدعى ” الحيدرية ”  قتل أكثر من 32 شخص و السبب في ارتفاع عدد الضحايا الكبير أن مكان سقوط البرميل المتفجر عند دوار الحي و الذي يتعبر  محطة انطلاق لسيارات النقل من حلب باتجاه ريف حلب .
كما تم استهداف كل من حي الأنصاري و حي أرض الحمرة و حي المرجة “الدوار – كرم حومد”و حي الصاخور “شارع الفيلات – سوق الخضرة”و حي طريق الباب “قرب جامع عبد الله بن رواحة – قرب مدارس الكفاح”و حي قاضي عسكر و حي الصالحين “دوار الصناعة الخامسة” السكري و حي الفردوس و حي ضهرة عواد بأكثر من 17 برميل متفجر في 10 مناطق كلها سكنية و أن حجم القوطة المفرطة لايتناسب أبدا مع الفائده العسكرية المرجوه إن وجدت .
وفي يوم السبت بتاريخ 30/11/2013 القت طائرتان مروحيتان عدة براميل متفجرة على سوق تجاري مكتظ في مدينة الباب بحلب و ذلك قرابة الساعه الثالثة عصرا  قتل على الفور 10 مواطنين من أبناء البلدة و أصيب العشرات بجروح . 
قامت القوات الحكومية خلال الحمله العسكرية التي شنتها القوات الحكومية ضد مدينة السفيرة في محافظة حلب من تاريخ 7-10-2013 إلى 30-10-2013  بعملية تدمير شبه كامل للمدينة ، حيث تم قصف المدينة بمالايقل عن 300 برميل ، إضافة إلى أحياء داخل مدينة حلب نفسها كحي الصاخور كما استهدفت بلدة خان العسل بتلك البراميل المتفجرة بتاريخ 2/3/2013  .
في محافظة الرقة التي سيطرت عليها قوات المعارضة بتاريخ 4-3-2013 قامت القوات الحكومية بعمليات عقابية بحق الأهلي فقصفت المدينة بأكثر من 15 برميل متفجر ،كما استخدمتها القوات الحكومية في الهجوم ضد فصائل المعارضة المسلحة حيث قصفت محيط الفرقة 14 بأكثر من 25 برميل متفجر ، ويتم قصف المحافظة شهريا بشكل دروي بأكثر من 3 براميل بمعدل برميل كل عشر ايام .
كما قصفت احياء حمص المحاصرة بشكل كثيف جدا بالبراميل المتفجرة حيث قدر فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان في محافظة حمص استهداف تلك الأحياء بأكثر من 100 برميل .
أما في محافظة ادلب فقد نالت مدينة أريحا القسم الأعظم من البراميل المتفجرة حيث قصفت وحدها بقرابة ال 150 برميل متفجر ، تلتها مدينة معرة النعمان بالإضافة إلى مدينة جسر الشغور و قرية حيش وقرية بسنقول وقرية البارة بلدات متعددة في ريف ادلب   .
محافظة ريف دمشق تقصف بمعدل أسبوعي بمالايقل عن برميل واحد مخلفا ورائه مجزرة و مقتل عائلات بأكملها ، وقد سجلنا معدل وسطي في ريف دمشق يقدر ب 5 براميل شهريا ويتركز القصف على الغوطة الشرقية كمدينة دوما و أيضا على الغوطة الغربية كمدينة داريا و معضمية الشام.
كما تعرضت بلدات عديدة في ريف مدينة حماة الشرقي لهجمات متعددة بواسطة البراميل المتفجرة ومن أكثر المدن التي عانت سكانها كثيرا من البراميل المتفجرة مدينة حلفايا في ريف حماة .
وامتد الاستخدام الواسع الانتشار للبراميل المتفجرة كي يشمل المنطقة الشرقية فقد قصفت مدينة البوكمال بتاريخ 16/9/2013 بعدد من البراميل المتفجرة وألحقت دمارا واسعا وخسائر فادحة .
يقول فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان : ” إن الصمت الدولي المطبق على استخدام هكذا أنواع من الأسلحة التي لايمكن بحال من الأحوال أن يكون من ورائها أي هدف عسكري دقيق و في ذلك تهديد حقيقي و انهيار لعدة مبادئ رئيسية في القانون الدولي الإنساني “

وقال الجنرال وهبة قطيشة الخبير العسكري والإستراتيجي لأخبار الآن “ان البراميل المُتفجرة من الأسلحة الممنوعة في الجيوش ويخترعها نظام الأسد من مواد كيماوية ممنوعة اولاً هذه المواد ممنوعة وثانياً قصف المدنيين اصلأ ممنوع واستراتيجية النظام من هذه الأسلحة هي  فك الإرتباط بين الجيش السوري الحر والمواطنين الذين يؤيدون هذه الجيش ويحمونه في الأحياء والمدن والقرى التي يتمركز فيها هذا الجيش وانما عندما يعجز النظام السوري عن دخول هذه المناطق لذلك يعمد الى تدمير المدن وقتل الأبرياء لخلق عداوة بين الجيش الحر المواطنين السوريين هذه هي استراتيجية التي يتبعها النظام السوري لانه يعجز عن استمالة هؤلاء الناس ويعجز عن الدخول الى هذه المناطق ويعجز حتى بإسلحتها الدفعية والمدرعات من الدخول الى هذه المناطق لذلك هو يختلق هذه الأسلحة الشيطانية الفتاكة لأقصى الحدود للتأليب الرأي العام السوري على الجيش السوري الحر او المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر واضاف قطيشة ان هذه الأسلحة لإرهاب الاناس المدنيين لنه لايمكن ان تستعمل ضد الجيوش النظامية لان الطوافو او الحوامة كما يسميها الجيش السوري لايمكنها الأقتراب من مراكز العدو لإلقاء هذه القنابل او هذه البراميل انما هي صنعت في سوريا لان هذه الطوفات يمكنها حمل هذه الحاويات الى امكنة قريبة حت فوق المدن وفوق المراكز للجيش السوري الحر لانه لا يمتلك الأسلحة المضادة للطائرات لإسقاط هذه الطوفات او لإسقاط هذه الطائرات لذلك هذا النوع من الأسلحة من صنع النظام السوري لإستخدامها خاصة من اجل هكذا حوادث “