الغوطة الشرقية، ريف دمشق، سوريا، ٠٨ ديسمبر، ( جواد العربيني، أخبار الآن ) –

مع استمرار الحصار على ريف دمشق ، تقدم مطاعم الجيش الحر الطعام للمدنيين لمساعدتهم على الاستمرار في العيش ، في ظل نقص حاد في المواد الغذائية تعاني منه مدن وبلدات الغوطة الشرقية .

المتحدثون:
المتحدث الأول : أبو عمر – مسوؤل مطعم بالجيش الحر
المتحدث الثاني : أيهم

الأوضاع في ريف دمشق
الجيش الحر يوزع الطعام على المواطنين
 في الريف الدمشقي مع اشتداد الجوع والعوز

لا حديثَ يعلو في الريف الدمشقي ، فوق حديثِ الجوع والحصار ، فالموت البطيء بدء يتسلل شيئا فشيئا الى داخل كل مواطن في الغوطة الشرقية ، حيث نفذت معظم المواد الغذائية من كل منزل ومحل تجاري .

أمام مطاعم الجيش الحر يتقاسم مقاتلو الجيش الحر طعامهم البسيط مع الاطفال والشيوخ ، الذين أصبحت لقمةُ العيش لديهم تقترن بوجود هذه المطاعم .

يقول أبو عمر – مسوؤل مطعم بالجيش الحر : “هنا إحدى مقرات الجيش الحر يأتي إلينا المدنيين من أجل الحصول على الطعام كل يوم ، حيث نقوم بتقسيم الطعام بيننا وبينهم ، نحنا خرجنا من أجل الاطفال والظلم ، نحنا محاصرين من سنة وسنبقى نقدم الطعام للمدنيين حتى كسر الحصار”.

قبل ساعة من إعداد الطعام ، يتوافد عشراتُ الاطفال ويصطفون في طوابير يتحدون برودةً الجو وهطولَ الامطار ، كلَ منهم أحضر وعائه الخاص ، عله يحصل على القليل من الطعام له ولأسرته ، ليس المهم لديهم نوعية الطعام أو مدى جودته ، فالحصول على كمية جيدة تسد رمقهم من جوع قاتل ، ويساعدهم على الاستمرار بالعيش هو الهدف المنشودُ هنا .

يقول الطفل أيهم – أحد الاطفال الذي يأتي يوميا من أجل الحصول على الطعام : “نحن هنا في إحدى مقرات الجيش الحر ، صرنا سنة محاصرين من قوات النظام ، نأتي إلى هنا ونحصل على الطعام ، نحن هنا من سنة محاصرين لا يوجد لا أكل ولا شرب ولا خبز”.

أطفال بأعمار الزهور لا يفقهون شيئا مما يدور حولهم ، ذنبهم الوحيد أنهم وجدو في عالم تحكمه المصالح وتغيب عنه الانسانية ، ففي الوقت الذي يجب أن يكونَ مكانهم الطبيعيَ مدارسهم ، تجدهم يصارعون الجوع ويصطفون في طوابير يتحدون البرد الذي تسلل إلى أجسادهم الصغيرة ، وبدء ينخر في عظامهم ، وحدها نظرات عيونهم البريئة تستطيع أن تكشف كثيرا ضعف من يريد تجويعَهم أو التلذذ بقتلهم.