نواكشوط، موريتانيا ، 4 ديسمبر 2013، (لمين عبدو – أخبار الان) –

يعاني المكفوفون في موريتانيا من التهميش والإقصاء ولأن أغلبهم ينتمي لأوساط فقيرة  يعتبر التسول مهنة سوادهم الاعظم.
بيد أن أربعة مكفوفين تحدوا الواقع وتمكنوا من تأسيس فرقة غنائية توفر لهم ريع الحفلات التي تنعشها في الاحياء الفقيرة بنواكشوط للعيش بمنأى عن التسول و استدرار العطف ، مراسلنا لمين عبدو زار الفرقة واعد التقرير التالي ..

ثلاثة عشر عاما من الكفاح احتاجها المكفوف عبد الباقي لتألف أنامله أوتار الغيثار ويشق طريقه  في مجتمع الفن فيه حكر على قبيلة المطربين.
في البدء لم تكن للفرقة التي أسسها عبد الباقي بمعية ثلاثة من زملائه المكفوفين أهداف ربحية بل رد فعل على التمييز الممارس في حق المكفوفين من خلال إنعاش أعراسهم ومناسباتهم الخاصة التي يعتبر أغلب المطربين الغناء فيها حطا من مكانتهم.
بايت عبد الباقي
سنة ألفين التقينا نحن أعضاء الفرقة ووجدنا أن من بيننا مداحين اثنين هما عبد الله ومحمد سالم ولد مولود ومحمد ولد ابراهيم العازف فقررنا تأسيس هذه الفرقة وبدأنا العمل سويا منذ ذلك الحين.
بايت عبد الله :”الفكرة تولدت لدينا عندما لاحظنا أن بعض الفنانين يتحرج من إنعاش الحفلات والمناسبات الخاصة بالمكفوفين وغيرهم من المعاقين،وقررنا إنشاء الفرقة من أجل إحياء مناسباتنا الاجتماعية الخاصة.”
 
في هذا الحي الهامشي بنواكشوط حيث يقيم أعضاء الفرقة بات لهم جمهور واسع يوجه لهم الدعوات لإحياء حفلاته بالمديح النبوي والفلكلور الشعبي وبدأ دخل الفرقة شيئا فشيئا يغطي جزء من تكاليف معيشة أعضائها ويقربهم من ضمان العيش الكريم.
بايت عبد الله :”نحن في مجتمع متخلف ولذلك فنحن لا نتوقع نتيجة مادية كبيرة من وراء نشاطنا…فنحن لم نلقى اهتماما أو دعما من وزارة الثقافة والإعلام الرسمي لم يتح لنا فرصة الظهور من خلاله،وما كان هذا ليحدث لو كنا في أي مكان آخر في العالم.”
 
بالمقاييس الفنية الصارمة قد لا يكون ما حققته فرقة المكفوفين إضافة ذات بال،لكنه من منظور القدرة على تحدي الاعاقة يمثل حالة اندماج فريدة بجهود ذاتية يقول أصحابها إن الجميع خذلهم حتى الجهات الحكومية الوصية.