سوريا، 3 ديسمبر 2013 ، وكالات –
اعلن صندوقُ الامم المتحدة للطفولة (اليونيسف) الثلاثاء ان خمسة َملايين ونصف المليون طفل سوري سيواجهون قريبا شتاء ً قاسيا، مؤكدا حاجته الى اموال ٍاضافية و”بشكل ٍعاجلٍ لتوفير الامدادات ِاللازمة ِلمواجهة فصلِ الشتاء ، مشيرا الى “وجودِ فجوة ٍتمويلية تزيد على 13 مليون دولار”.
وعبرت “اليونيسف عن قلقها الشديد من أن التعرض للبرد ِوالمطر سيضاعف من الضغوط اِلتي يواجهها الأطفالُ السوريون النازحون فيما يتعلق بصحتهم “.
وقالت المنظمة في بيان، تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان “5,5 مليون طفل سوري سيواجهون قريبا شتاء قارسا بعدما جلب شهر كانون الثاني/يناير من العام الماضي درجات حرارة كانت الأكثر برودة خلال العقد السابق”.
وان “اليونيسف تحتاج بشكل عاجل لأموال إضافية من أجل توفير إمدادات الطوارئ الحيوية لفصل الشتاء للأطفال والعائلات في سوريا والدول المجاورة”،
واكد انه “بينما تضرر ما يقرب من 1,15 مليون طفل من الازمة داخل سوريا و232 الف طفل لاجئين في البلدان المجاورة في كانون الاول/ديسمبر من العام الماضي، ارتفعت هذه الحصيلة اليوم إلى 5,5 مليون طفل مع اقتراب النزاع من (دخول) عامه الثالث”.
ونقل البيان عن ماريا كاليفيس مديرة اليونيسف الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قولها “لقد اضطر الملايين من الأطفال السوريين النازحين للبحث عن السلامة في ظروف معيشية غير مناسبة، وما يزيد من صعوبة الوضع انخفاض درجات الحرارة والأمطار، خصوصا بالنسبة للأطفال دون سن الخامسة الذين هم عرضة لأمراض الالتهابات التنفسية الحادة التي تنتشر بسهولة في الأماكن المكتظة”.
ويعيش حوالى 436 الف طفل سوري لاجىء دون سن الخامسة في الاردن ولبنان والعراق وتركيا وشمال افريقيا حاليا في مخيمات اللاجئين وتجمعات الخيام والمجتمعات المضيفة، بحسب البيان.
وتقول كاليفيس “نعمل مع شركائنا على إيصال إمدادات الطوارئ في سوريا والمنطقة لكي نبقي الأطفال دافئين وجافين وصحيين هذا الشتاء”.
واكدت المنظمة ان “حجم الاستجابة الإنسانية اللازم لمواجهة الشتاء القادم لم يسبق له مثيل”. ففي داخل سوريا تخطط اليونيسف “لتزويد مليوني طفل بإمدادات الطوارئ لفصل الشتاء، بما فيها حزمة الملابس الشتوية والبطانيات والأغطية البلاستيكية ومستلزمات النظافة”.
وفي لبنان، الذي يستضيف اكثر من 830 الف لاجئ سوري بحسب ارقام الامم المتحدة، تقوم اليونيسف “بتوزيع 88 الف طقم من الملابس الشتوية للأطفال الذين يعيشون في المخيمات في جميع أنحاء البلاد”. ويشمل كل طقم على سترة وحذاء واقي من الماء وقفازات ووشاح وقبعة من الصوف وملابس داخلية دافئة.
وفي الأردن، حيث تم تسجيل 550 الف لاجئ سوري، “ستوفر اليونيسف 35 الف طقمً من الملابس الشتوية للأطفال اللاجئين السوريين ممن هم دون سن الخامسة، إضافة إلى 24 الف بطانية”.
ومن اجل ابقاء الاطفال في المدارس، “اقتنت اليونيسف 370 خيمة مجهزة لفصل الشتاء سيتم استخدامها كفصول دراسية ومساحات صديقة للطفل في مخيمات اللاجئين السوريين في العراق وتركيا، إضافة إلى وقود التدفئة”. واشارت المنظمة الى انها تعمل على “تعزيز أنظمة الصرف الصحي وتنظيف خزانات النفايات وبناء أرضيات خرسانية للعائلات التي تسكن الخيام بالاضافة الى وضع إمدادات إضافية كمراجل تسخين المياه من أجل الاستحمام”.
واطلقت منظمة اوكسفام الانسانية الاثنين نداء مماثلا من اجل مساعدة اللاجئين السوريين الذين فروا من النزاع في بلادهم وخصوصا في دول الجوار مع قرب حلول فصل الشتاء القارس.
وأطلقت الأمم المتحدة في حزيران/يونيو أضخم نداء في تاريخها لجمع خمسة مليارات دولار من أجل ضحايا الأزمة السورية.
واعلن مفوض الامم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس الخميس الماضي من عمان ان الدول المجاورة لسوريا التي تستقبل مئات آلاف اللاجئين السوريين بحاجة الى مساعدة دولية “كثيفة” لمواجهة التدفق الهائل من السوريين الهاربين من الحرب في بلادهم.
وقدرت المفوضية العليا للاجئين الجمعة باكثر من ثلاثة ملايين عدد اللاجئين السوريين الذين فروا من بلادهم ومعظهم الى دول الجوار مثل الاردن ولبنان وتركيا ومصر، منذ اندلاع النزاع في اذار/مارس 2011، فيما نزح اكثر من اربعة ملايين شخص في داخل سوريا هربا من اعمال العنف التي اودت بحياة نحو 126 الف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.