تونس، تونس، 27 نوفمبر، وكالات، أخبار الآن-

بعد عام من خروج محتجين غاضبين إلى الشوارع في مدينة سليانة التونسية النائية وصداماتهم مع الشرطة ما زال سكانُ البلدة يتذكرون البطالةَ والأسلوب القمعي لقوات الأمن اللذين فجرا الاحتجاجات.

وقالت مصادر طبية إن من بين 252 مصابا على الأقل فقد 17 جريحا بصرهم بسبب استخدام الشرطة لطلقات الخرطوش / في حين أدانت الأمم المتحدة الحكومة التونسية بسبب ما وصفته بالعنف المفرط.

اهتزت سليانة الواقعة على بعد 140 كيلومترا من العاصمة الساحلية تحت وطأة احتجاجات شارك فيها آلاف من الشبان أغلبهم عاطلون واشتباكات مع قوات الأمن التي أطلقت الغاز المسيل للدموع والخرطوش لتفريقهم في تكرار للانتفاضة التي ألهمت ثورات الربيع العربي قبل عامين.

أصيب رضا في عينه خلال الاحتجاجات وفقد بصره نتيجة الإصابة.

وقال “هذه بيت النوم. هذومة خذيتهم من قبل ما نتضرب في بالي.. أنا العرس أجلته في بالي.. قبل ما نتضرب.. في بالي بش انعرس وواحد. أما هاك تشوف بقى لي الدبش مطيش.”

وأضاف الشاب الذي يظطر لوضع نظارة سوداء على عينيه بعد أن فقد البصر “الرغبة في الحياة مشت. الواحد كان قبل لا باس يحرك.. يجيب الفلوس.. يدور يخدم.. يمشي وييجي.. يشوف حبيبه ويشوف عدوه. أي توا ما عادش بشر.. حبس.. ماعادش ينجم يخدم.. ما عادش ينجم يحرك. انتي حتى دارك ما عادش تنجم تعمل فيها حتى شي. خاطرك انتي كنت قبل تحرك وتخدم وتقد. وتوا شكون؟”

كانت الاحتجاجات في سليانة قد بدأت بعد دعوة من الاتحاد العام التونسي للشغل ذي الاتجاه اليساري بالخروج إلى الشوارع للمطالبة بفرص عمل واستثمارات وإقالة الوالي الإسلامي.

وللمعارضين اليساريين لحركة النهضة الإسلامية الحاكمة وجود واضح في سليانة ولكن أغلب المحتجين كانوا شبانا غاضبين ليست لهم انتماءات سياسية يحتجون على المشاكل الاقتصادية في منطقتهم.

وقال نجيب السبتي الكاتب العام للاتحاد العام التونسي للشغل في سليانة “تقريبا 75 محامي اللي تقدموا بالقضية هذة للمحكمة العسكرية بالكاف يوم 15 أفريل (أبريل نيسان) ولكن إلى يومنا هذا لم يقع استدعاء أي واحد من المصابين ولم تتحرك المحكمة في إطار سماع المتورطين.”

وأضاف “إذا كان بش نعاود السيناريو ونقول هل أنه.. يمكن ما نعاودهاش فيه حاجة واحدة.. فيه حاجة واحدة ما نعاودوهاش.. ما نعاودهاش لأننا خسرنا شبابنا في عينيهم.”

وشدد منتصر جراي والي سليانة على أن حدة التوتر خفت بين المدنيين والشرطة خلال الإثني عشر شهرا الماضية.

وقال جراي “لم تقع صدامات بين رجال الأمن والمواطنين نهائي وبالتالي هناك مصالحة واضحة بين أعوان الأمن والمواطن. والمواطن متفاهم أعوان الأمن والعكس بالعكس.”

وأضاف “اعتماد سياسة الأبواب المفتوحة لكل الناس سهلت عمل الإدرات الجهوية وبلغ عدد المشاريع الصناعية المصرح بها لدى الوكالة في 2013 تقريبا من جانفي (يناير كانون الثاني) إلى غاية شهر أكتوبر 2013.. 21 مشروع.”

ورشق المحتجون الشرطة بالحجارة خلال مظاهرات العام الماضي في سليانة بينما أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية في الهواء من داخل مركبات مصفحة. وتجمع شبان أمام الفرع المحلي للاتحاد التونسي العام للشغل مرددين أغنيات المغني المصري الشيخ إمام.