دمشق , سوريا , 25 نوفمبر 2013 , وكالات –
يعاني سكان العاصمة السورية من ازمة خانقة في مادة البنزين نتيجة توقف الطريق الدولي بين حمص ودمشق عن الخدمة منذ ايام بسبب المعارك الضارية التي تشهدها منطقة القلمون. وامتدت طوابير السيارات لعدة امتار الاثنين امام محطات الوقود التي لا تزال تملك مخزونا من هذه المادة او تلك التي زودها النظام بها من المخزون الاستراتيجي الذي يَحتفظ به .
ويقول ابو رانيا (58 عاما)، “اضطررت الى العودة امس (الاحد) الى منزلي بعد ان انتظرت لمدة ساعتين امام محطة دمر (على اطراف دمشق) دون ان اتمكن من التزود بالوقود”. واشار هذا المحاسب الى انه سيضطر للعودة اليوم “لان خزان الوقود اصبح شبه فارغ والا فلن اتمكن من الذهاب الى عملي”.
وفي محطة الازبكية الواقعة في شارع بغداد وسط المدينة، تقف عشرات السيارات في طابور يمتد لعشرات الامتار ويلتف نحو الطرق الفرعية منعا لعرقلة السير.ويعيد ذلك الى الاذهان الكابوس الذي عانى منه سائقو السيارات مرات عدة هذا العام بسبب نقص تزويد المحطات العامة والخاصة بمادة البنزين.
وقام النظام السوري على الاثر برفع ثمن سعر ليتر البنزين لثالث مرة هذا العام اخرها في تشرين الاول/اكتوبر الماضي عندما رفعت سعر الليتر بنسبة 25 بالمئة ليصل الى 100 ليرة (0،75 دولار). وكانت الحكومة قد رفعت سعر ليتر البنزين مرتين قبل ذلك الاولى في آذار/مارس حيث رفعت سعر الليتر من 55 ليرة إلى 65 ليرة، وفي اَيار/مايو رفعته إلى 80 ليرة.ويعود سبب الازمة الى اغلاق الطريق الدولي الواصل بين دمشق وحمص التي توجد فيها منشاة لتكرير النفط وتتزود منها صهاريج البنزين قبل ان تسلك الطريق متجهة الى العاصمة.ومصفاة حمص هي احدى مصفاتين نفطيتين لاتزالا تعملان في سوريا بعد اندلاع المعارك في البلاد على نطاق واسع لكن بحدودهما الدنيا.
وتدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وعدة كتائب معارضة في منطقة القلمون الاستراتيجية الواقعة شمال العاصمة والتي يجتازها هذا الطريق الدولي بعد سيطرة النظام الثلاثاء على مدينة قارة ولجوء مقاتلي المعارضة الى بلدات قريبة منها تقع على الطريق.واكد اعلام النظام السوري الى ان احتياطي مدينة دمشق من البنزين يبلغ نحو 600 الف ليتر وان “الازمة ستنتهي خلال يومين”.
ويعاني السوريون من نقص في الوقود كالمازوت والبنزين والغاز المنزلي، أسهم في رفع أسعار هذه المواد في السوق السوداء عدة أضعاف، في حين تبرر الجهات الرسمية هذا الامر بان بانقطاع الطرق بسبب الاحداث التي تشهدها البلاد ما أدى إلى عدم تأمين المواد إلى تلك المناطق.وبلغت قيمة الاضرار المباشرة وغير المباشرة التي اصابت قطاع النفط في سوريا جراء الازمة المستمرة في البلاد، نحو 17،7 مليار دولار اميركي، بحسب ما افاد اعلام النظام ، بعد ان كان انتاج النفط يشكل ابرز مصدر للعملات الاجنبية في سوريا.