دمشق، 25 نوفمبر 2013 ،شبكة أحرار سورية – 

خمسة أطفال لا يتجاوز عمر أكبرهم الـ11 عاماً، يقفون أمام الكاميرا للتكلم عن ذكرياتهم وطريقة تعاملهم مع القذائف التي أصبحت زاداً سورياً يومياً.هناك في حي جوبر الدمشقي تحدث الاطفال عن سقوط قذائف الأسد  بجانب منزلهم….

أطفال نجوا من الموت بأعجوبة، عاشوا لحظات من الخوف يصعب عليهم نسيانها. نتابع .هناك في حي جوبر الدمشقي وقفت بين الأطفال فتاة صغيرة بشعر طويل ربما فضلت أمها أن لا تربطه لها، وكأنها تركته لتكون اللحظة التي سقطت فيها القذيفة في مكان وقوف ابنتها مع أخوتها وأصدقائها في الحي ليطير حول وجهها في لحظة قد يعجز الكلام عن وصف رعبها وسحر شعرها داخل ذلك الرعب.

الأكبر تحدث عن سقوط القذائف الأسدية بجانب منزله وكيف أن واحدة من تلك القذائف قتلت طفلة صغيرة بعمر اخته التي تقف بجانبه، وقبل أن يكمل كلامه، سقطت تلك القذيفة العمياء في مكان وقوفهم تقريباً، ليظهروا هم من قلب الدخان والتراب المتطاير وهم يركضون بسرعة، ومن ثم انبطحوا جميعاً على الأرض وزحفوا باتجاه الشاب الذي كان يقف معهم، وصوت آخر يصرخ “وين الإسعاف”.

وتعود المقابلة والكاميرا لتصور نفس الأطفال الناجين من الموت والقذيفة، والابتسامة على وجوههم، ودموع تتكاثر في أعينهم، تحاول شجاعتهم التي يحاولون إظهارها الوقوف في وجه الدموع، ويحاول الشاب الذي يتحدث معهم أن ينهي حالة التوتر، فيسألهم عن سبب انبطاحهم على الأرض دون أن يفكروا، فيجيبونه أنهم أصبحوا معتادين على ذلك، “عادي شكيت متل كأني بالمسبح”.أطفال نجوا من الموت بأعجوبة، عاشوا لحظات من الخوف يصعب عليهم نسيانها، ويقول الأكبر بينهم مخاطبا الشاب المتحدث معهم “عندما صرخت طالباً الإسعاف ظننت أن أخوتي قد أصيبوا، ولكن اتضح أن أخاك هو المصاب”.

هو الموت يرسله الأسد لأطفال سوريا، كثيرون فقدوا حياتهم، وآخرون أخطأتهم قذائفه، وإن أخطأتهم هذه المرة فإن أحداً لا يمكن أن يتنبأ بما يمكن أن يحدث في قذائف أخرى لا تتوقف على حي جوبر الدمشقي المحاصر.في اليوم العالمي للطفل الذي كان قبل أيام وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ضحايا الحرب السورية من الأطفال. وقالت إن أكثر من 12 ألف طفل قتلوا بنيران قوات النظام السوري.

وأوضح التقرير أن نسبة الأطفال من المجموع الكلي للضحايا المدنيين بلغت 12%.وأشار التقرير أيضاً إلى أن هناك أكثر من 300 ألف طفل أصيبوا في الصراع، بعضهم جراحه خطيرة. وألمحت تقديرات الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى وجود ما لا يقل عن 9 آلاف طفل معتقلين داخل أفرع المخابرات وفي السجون بهدف الضغط على أقرباء لهم.