الرياض، السعودية، 19 نوفمبر 2013، رويترز، أخبار الآن

تقام حاليا في عدة مجمعات للتسوق بالعاصمة السعودية، معارض لتعريف المواطنين بمشروع مترو الرياض الجديد الذي يجري تنفيذه في الوقت الراهن.

وتعرض على زوار مجمعات التسوق خرائطُ لشبكة المترو الجديدة، كما يشاهدون تسجيلات مصورة لتصميم المحطات وتقنية القطارات وغيرها من تفاصيل المشروع على شاشات إلكترونية ضخمة.

وأبرمت الحكومة السعودية عقودا قيمتها 22.5 مليار دولار لثلاثة ائتلافات تقودها شركات أجنبية لتصميم وتنفيذ أول شبكة للمترو في العاصمة الذي سيشمل ستة خطوط بطول إجمالي 176 كيلومرت تعمل عليها قطارات إلكترونية بدون سائقين وهو أكبر مشروع لشبكات النقل العام في العالم يجري تطويره حاليا. واستقبل السعوديون المشروع الجديد بترحيب كبير خصوصا النساء اللاتي ستخصص لهن عربات كاملة في كل قطار.

وقالت سعودية تدعى مي محمد إن المترو “يفيد للنساء أكثر من الرجال لأن الرجال يقدروا يسوقون ويروحوا ويجوا أما النساء لا. يفك أزمة سير وخصوصا أن المترو فيه أماكن للنساء والرجال فأحس أنه أحسن من السيارات وسواقين وزحمة.” وسيستغرق المشروع خمس سنوات تشمل ثمانية أشهر لإعداد التصاميم والأعمال التحضيرية وتجهيز المواقع و48 شهرا مدة التنفيذ الفعلية تليها أربعة أشهر للتشغيل التجريبي واستلام المشروع.

ومن المقرر أن تبدأ أعمال الإنشاءات في الربع الأول من عام 2014. وتقول الحكومة إن المشروع سيكون محفزا رئيسيا للتوظيف والنمو الاقتصادي وسيساهم في تحفيف الزحام واختناقات السير في شوارع العاصمة.

وقال الفنان التشكيلي السعودي ناصر الاحبابي “إذا نفذ هذا المشروع أول من يتنقل فيه أنا. سوف أركن السيارة نهائيا واستخدم القطار. احنا استخدمناه في أوروبا وأمريكا. يعني فعلا يفك أزمه كبيرة وراحة نفسيه وتنقلات سهلة.”

وتعتزم الحكومة السعودية إنفاق مليارات الدولارات على مشاريع المرافق لرفع مستوى معيشة المواطنين إذ تتيح أسعار النفط المرتفعة زيادة الإنفاق على الرعاية الاجتماعية ومشروعات البنية التحتية.

وتشير التقديرات إلى نمو سكان الرياض من نحو ستة ملايين نسمة حاليا إلى أكثر من 8.5 مليون نسمة خلال السنوات العشر المقبلة الأمر الذي يتطلب توفير بدائل أكثر فعالية للوفاء بمتطلبات التنقل القائمة والمتوقعة في المدينة. ومن غير المحتمل أن تقنع حملة التعريف بالمترو كثيرا من السعوديين باستخدام المواصلات العامة بدلا من سياراتهم الخاصة. لكن البعض رحب كثيرا بالمشروع الذي سيخفف زحام السير في شوارع الرياض.

وقال سعودي يدعى عبد الله القحطاني “راح أريح سيارتي وأركب المترو وأريح بالي وأخلص مشاويري في أقل وقت وأقل تكلفة.”

ورغم ثروة السعودية النفطية تشير تقديرات محللين إلى أن ملايين السكان يعيشون قرب خط الفقر وسيستخدمون المترو بدوافع اقتصادية. وربما يصبح للمترو تأثير اجتماعي بتسهيل انتقال النساء.

وقالت زائرة لأحد مجمعات التسوق تدعى هيا “من ناحية أنه ممنوع السواقة هنا في السعودية (للنساء) شي طبيعي أنه يكون مهم (المترو) لنا احنا النساء وأنا أول واحدة راح استخدم المترو.”
وتشمل خطط المشروع أن ينقل مترو الرياض 1.16 مليون راكب يوميا في بداية التشغيل تزيد إلى 3.5 مليون راكب في غضون عشر سنوات.