الشمال السوري، 17 نوفمبر، (حازم داكل، أخبار الآن)
كل الذين شاركوا في الثورة السورية منذ بدايتها وتابعوا أحداثها من الداخل، يدركون أن الهدف من استيلاد “تنظيم القاعدة” في الداخل السوري كان إخماد الثورة أو حرفها عن مسارها والتشويش على مطالباتها بالحرية والعدالة والديمقراطية، وكان هذا المسعى مختلقاً من النظام.
منذ الأيام الأولى للثورة، حين كان معظم الشعب يناضل في الشوارع متعرضاً للقمع والتنكيل، كان قادة تنظيم القاعدة ومعظم أفراده قابعين في سجون النظام الذي بادر إلى إطلاق سراحهم بعفو رئاسي استفاد منه معظم من ينصبون أنفسهم اليوم أمراء على الشعب السوري في المناطق المحررة التي وصلوها وهي محررة أصلاً، ولهذا درجت تسميتهم بـ”محرري المحرر”.
وأذكر أنني كنت في ريف حلب حين اندلع الحراك المسلح أغطي أولى معارك التحرير في مدينة الأتارب (28/5/2012)، ولم تشارك أي من التنظيمات الإسلامية آنذاك (ولا حتى أحرار الشام)، إذ خاضت معركة التحرير كتائب من الجيش الحر يقودها أحمد الفج، واستطاعوا تحرير المدينة في غضون ثلاثة أيام استخدم النظام خلالها انواعاً شتى من الاسلحة لقصف وتدمير المدينة.
حتى الريف الغربي والشمالي، لم تشارك أي من الفصائل المنضوية تحت هذا التنظيم (القاعدة) في تحريره باستثناء مطار منغ العسكري الذي سقط إثر عملية تفجير قام أحد افراد التنظيم بتنفيذها، متناسين شهوراً من الحصار والمعارك المستمرة التي خاضها الجيش الحر في محيط المطار، لكن القاعدة جنت ثمار التحرير بسهولة وعبر عملية واحدة استثمروها لتغطية جرائمهم التي انتشرت في ريف حلب (من تحرير أعزاز المحررة وصولاً الى الجلد والقتل والخطف الى كل من يخالفهم الرأي).
وهناك من السذج من يستاء لأننا ننتقد سلوك هذا التنظيم وندين تصرفاته، وهناك من يتبجح بالقول: (ادخل وقاتل مكانهم)، وهو لا يدري أننا نقاتل على أرض سوريا منذ عامين ونصف، ولم نكن يوماً في المريخ، فنحن الشعب السوري الذي فجر الثورة ونحن من حرر البلد بسواعد مقاتلينا الأبطال ابطال الجيش الحر، وبأيدينا سننتصر فقط .