دمشق، سوريا، 17 نوفمبر، (سيف الدين محمد، أخبار الآن)

تعددت تجارب الهيئات الإغاثية والتنموية المختلفة في ظل الثورة، لاسيما في المناطق المنكوبة والساخنة، فمنها من استمر ومنها من توقف عملها بسبب قلة التمويل أو المشكلات الأمنية وغيرها.

مدد .. الهيئة المستمرة
في ظل هذه الظروف تبرز هیئة الجولان للإغاثة والتنمیة (مدد) كتجربة تنموية وإغاثية تحدت الظروف والعقبات كافة بسبب التنظيم العالي لعملها والإرادة الحرة في تحقيق أهدافها. و(مدد) هیئة سوریة غیر حكومیة تعنى بتقدیم الخدمات الإنسانیة والإغاثیة للأسر التي نزحت إلى محافظة القنیطرة منذ اندلاع الثورة السوریة وبدء موجات النزوح من المناطق الساخنة إلى الأماكن الأكثر أمنا. وتعتمد الهیئة مبادئ الحیاد وعدم التبعیة لأي تیار سیاسي أو دیني أو مناطقي، وتعتمد درجات عالیة ومدروسة من التقویم والتوزیع والتوثیق.
بدأت هیئة الجولان العمل على أرض محافظة القنیطرة منذ بدء موجات النزوح بالتوافد إلى المحافظة، حیث عانت من العدید من العقبات بسبب عدم توفر الغطاء القانوني لها ورغم ذلك استطاعت الوصول إلى معظم النازحین إلى محافظة القنیطرة وبمعدّل ١٠٫٠٠٠ أسرة تقریبا.

هيكلية الهيئة .. التنظيم أساس النجاح
تتكون الهیئة من ثلاث مجموعات إغاثیة كل منها یعدّ قسما مستقلّاً بعمله وتخصصه:
    •    مدد الجولان: مهمتها  إغاثة وتنمیة الأسر النازحة إلى محافظة القنیطرة.
    •    ساعد جولاني: توثیق أسر الشهداء والمصابین والمعتقلین من أبناء الجولان ورعایتهم.
    •    التجمع السوري للإغاثة الطبیة (مدد): تقدیم الخدمات والمعونات الطبیة للعاملین في النقاط المیدانیة التي تعالج مصابي الثورة، إضافة الى تقدیم الرعایة الطبیة للمصابین بالأمراض المزمنة والشلل والعجز.

الأوضاع الإنسانیة والإغاثیة في القنیطرة
التقينا الدكتور (أبو زياد) رئيس مجلس إدارة الهيئة فحدثنا عن مجمل الأوضاع الإنسانية وآليات عمل الهيئة وخدماتها:
“بدأت موجات النزوح إلی القنيطرة منذ الشهر السابع عام 2012 قادمین من الحجر الأسود والسیدة زینب وجدیدة الفضل وخان الشیح ومن ریف درعا لیستقروا ضمن قرى المحافظة البالغة سبعین قریة مشكلین عبئا إغاثیا ومعیشیا على المحافظة ذات القدرات المحدودة في المنتوج المحلي الغذائي والاستیعاب العمراني والصحي والاقتصادي عموما. وقد بلغ إجمالي النازحین إلى المحافظة حتى الآن حوالي (٢٥٠٫٠٠٠) نسمة قابلة للازدیاد طردا مع ازدیاد العنف، منها ١٠٫٠٠٠ أسرة (أي بمتوسط ٥٠٫٠٠٠ نسمة) طلبت المعونات الإغاثیة”.
“یقیم القسم الاكبر من الأسر النازحة إلى محافظة القنیطرة في منازل الأقارب أو الأصدقاء أو المتبرعین أو بیوت الأجرة بالإضافة إلى العائلات المقیمة في مراكز الإیواء (مدارس ومباني حكومیة)”.

آليات العمل في الهيئة:
يتابع الدكتور أبو زياد الشرح عن آليات عمل الهيئة فيقول:
1- المرحلة الأولى: تضم سلسة من الأعمال التي تنفذ قبل بدایة أي مشروع وهي:
تشكیل لجان قرى/ تدریب اللجان على قواعد العمل الإغاثي ودقته وشفافيته/ توقیع التعهدات لإجراء تقویم الأسر النازحة بمهنیة ومتابعة التقویم وبشكل دوري شهري لتحدیث قاعدة بیانات الأسر التي قد تعود إلى منازلها وأسماء الأسر التي قد تنزح لاحقا وإبلاغ الهيئة بها/ إجراء التقویم.
٢- المرحلة الثانیة: توزیع المعونات، یتم من خلال الناشطین وبحضور لجنة القرى للمتابعة والإشراف والمساعدة.
٣- المرحلة الثالثة: توثیق تسلیم واستلام المعونات المقدمة للأسر النازحة.

 
المعونات والمساعدات المقدمة ..
    •    توزیع السلل الغذائیة: كل سلةّ غذائیة مختومة بلصاقة ورقیة مكتوب عليها محتویات السلة وكمیة كل صنف، ويتمّ توثیق التسلیم من خلال تصویر دفاتر عائلة الأسر المستفیدة بجانب السلل الغذائیة مع جدول التقویم.
    •    تسلیم حلیب الأطفال: تصویر كل علبة مع نموذج تقویم الحلیب ودفتر عائلة والد الطفل المستفید.
    •    تسلیم ملابس: تصویر الملابس مرفقة بنموذج تقویم الملابس مع دفتر عائلة رب الأسرة المستلم.
    •    تهیئة وتوزیع أدویة للمصابین بالأمراض المزمنة (صیدلیة مدد): بواسطة فریق طبي من المتطوعین تسجیل الاحتیاجات الطبیة لكافة المرضى المتواجدین في القنیطرة.
    •    تسلیم إعانة مالیة لأسرة شهید أو معتقل.
    •    تسلیم حصص أضاحي العید للأسر الموجودة في مراكز الإیواء بالقنیطرة.
    •    تسلیم مدفأة كهربائیة وأغطية شتویة ضمن مشروع الشتاء للأسر المعدمة.
    •    معونات إضافیة وفقا لمعاییر واضحة لاعتبار الأسرة معدمة أھمها فقدان المعیل والوضع الصحي.
    •    تسلیم فوط عجزة وفوط أطفال.
    •    توزیع سلةّ صحیّة –  جزء من حملة الصیف.
    •    تسلیم معونات طبیة للنقاط.

المشاریع المقبلة …
    •    كافة المشاریع التي تخدم الأسر النازحة إلى أرض المحافظة إضافة للعائلات المنكوبة ابتداءً من السلل الغذائیة إلى حلیب الأطفال إلى السلل الصحیة إلى أي نوع من الدعم الممكن، والتي یعادل المتوسط المالي المطلوب لكل من هذه الأسر حوالي ٢٥٠ دولار شهریا لأسرة مكونة من ٦ أفراد.
    •    إجراء دورات تعلیمیة للأطفال في القرى المحررة من النظام، إضافة إلى دورات مهنیة.

وكانت الهيئة قد نفذت عدة مشاريع تنموية مثل مشروع (حلوة كقلوبكم) التنموي: وهو مشروع یعمل على إنتاج المربى، یبدأ بشراء الثمار من المزارعین المحلیین والذین یعانون من كساد وتلف في منتوج محاصیلهم، وبعدها تأمین مستلزمات العمل لبعض الأسر النازحة وتشغیلها بإنتاج المربى، والمرحلة النهائیة تكون ببیع جزء من المربى لضمان استمرار دورة العمل والتمویل وتوزیع الفائض على شكل معونات إغاثیة للأسر الفقیرة. قام المشروع بتشغیل خمسین امرأة من العائلات النازحة وإنتاج أكثر من ثمانیة آلاف كیلو غرام من مربى التوت والمشمش والدراق.