عقريبات، ريف حماة، سوريا، 30 تشرين أول أكتوبر، ( مصطفى جمعة، أخبار الآن )

منذ أكثر من  شهرين و الحرب الطاحنة في ريف حماة مستمرة ، الأمر الذي تسبب في تهجير وتشريد سكان أكثر من 20 بلدة، هرباً من قصف طائرات النظام ومدفعيته، والإعتقالات التعسفية التي تطالهم قرب المناطق الموالية للنظام .  هذه الحرب التي لم تقتصر على الإنسان, بل امتدت لتطال الثروة الحيوانية في المنطقة ، كالسلب والنهب، ونفوقها جراء إستهدافها من قبل قوات النظام . مصطفى جمعة والتفاصيل.

تطل علينا بادية ريف حماه الشرقي، بعد أن قطعنا أكثر من 650 كم بمساعدة عناصر من الجيش الحر، عبر طرق إسفلتية وترابية محفوفة بالمخاطر .

خلوا كامل للحياة في قرى وبلدات هذه البادية، ودمار حل في كل شارع وحي، هذا ماخلفته الحرب الدائرة هنا منذ أكثر من شهرين، والتي تسببت في تهجير وتشريد سكان أكثر من 20 بلدة، هرباً من تحت قصف طائرات النظام ومدفعيته، ومن الإعتقالات التي تطالهم في قراهم القريبة من المناطق الموالية للنظام.

يقول مهيّان أبو كاسر وهو مواطن من قرية السبيل المحاطة بالقرى الموالية للأسد: “هربنا من صبورة، لقد هربنا برؤوسنا فقط، لأن الشبيحة يأتون إلى القرى السنة، كل شخص يعتقلوه، حتى من كان عمره أكثر من خمسين عام يعتقلوه، احتمال ان يعود واحتمال الا يعود، بالمئة مئة لايعود ، مصيره الذبح” .

المعاناة الكبيرة التي أراد الكثيرون ممن إلتقيناهم إيصالها، هي تلك التي تهدد ثروتهم الحيوانية، كالسلب والنهب، ونفوقها جراء إستهدافها من قبل قوات النظام، كما حدث لهذا الرجل الذي أشار بيده إلى مكان سقوط الصاروخ، الذي كان سببا في موت أغنامه، فتربية المواشي هي الوسيلة الوحيدة التي تضمن بقائهم دون الفقر والجوع .
 
من جانبه يضيف أبو حسين وهو مربي أغنام من قرية أبو حنايا: “نريد أن نذهب إلى سلمية لبيع خرافنا، الشبيحة أمامنا، لانقترب منهم، أصبحنا نبيع بسعر زهيد خوفا من السرقة والسلب والنهب، يسلبوننا نحن وكل مانملك، وبالنسبة لحالة البيت والله كلها ضعيفة، أعني ضعيفة بشكل غريب، لايوجد شيء، أصبحنا نبتاع كيلو البندورة بـ 300 ليرة والبطاطا بـ 150 “.

وتستمد هذه المنطقة أهميتها من موقعها الجغرافي ذو الأهمية الكبيرة بالنسبة للطرفين المتنازعين ، فهي صلة وصل مابين مدينة حماه ومدن سلمية وتدمر والرقة ودير الزور، كما تعتبر خط إمداد ثانوي لقوات الأسد، في حين إنقطع طريق خناصر  عنها ، فضلاً عن أنها منطقة تعرف بتعددها الطائفي ، أسباب تجعل النظرية صعبة ، وفرص حسمها قليلة .

الانتقال من حياة البداوة الى حياة أخرى تنعدم أسباب استمرارها بشكل تدريجي ، بسب ضراوة الحرب الدائرة هنا ، هو الواقع الذي أجبر الالاف من سكان هذه المنطقة على مصارعته ، والذي قد يطول انتظار حسمه حتى إشعار آخر .