بيروت، لبنان، 28 أكتوبر 2013، وكالات
ذكرت مصادر أمنية وطبية ان اثنين في مدينة طرابلس بشمال لبنان قتلا يوم الاثنين في معارك بين مؤيدين ومعارضين للثورة السورية والجيش اللبناني في امتداد للحرب الدائرة في سوريا.
وقالت المصادر ان القتيلين من منطقة باب التبانة السنية حيث اشتبك مسلحون اليوم الاثنين مع الجيش اللبناني الذي يحاول كبح العنف الناجم عن الصراع في سوريا. واضافت المصادر ان 12 شخصا آخرين من المنطقة اصيبوا بجروح.
وتواصلت المعارك في مدينة طرابلس شمال لبنان ليل السبت ــ الأحد، في حين عاشت المدينة نهار أمس هدوءاً حذرا مخروقاً برصاص القنص على محاور الاشتباكات بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية وجبل محسن ذات الغالبية العلوية. وأدى القنص الى مقتل المواطنين موسى أحمد المصري ومحيي الدين عبداللطيف من جبل محسن، لترتفع حصيلة الاشتباكات الى 13 قتيلاً منذ يوم الاثنين الماضي.
وبينما أعلن الجيش تكثيف انتشاره في المدينة، أكد قائد إحدى المجموعات المقاتلة في باب التبانة سعد المصري في حديث صحافي أمس “مواصلة الجولة القتالية في طرابلس”، لافتا إلى أن “الحل الجذري للأزمة يكون عبر تسليم كل منفذي التفجيرين في طرابلس”.
في المقابل، لفت مسؤول الإعلام في “الحزب العربي الديمقراطي” عبداللطيف صالح إلى أن “المسؤول السياسي في الحزب رفعت عيد وجه رسالة صوتية إلى عناصر الحزب دعاهم فيها إلى الانسحاب من الشوارع وترك المعالجة للجيش وعدم الرد على أي عمليات قنص من باب التبانة”، مشيرا إلى “أننا أعطينا كلمة شرف ووعد للجيش، وتركنا المعالجة له”، وأكد أن “الجيش يضرب بيد من حديد ونتشكره على الأمر”.
وواصل الرئيس نجيب ميقاتي عقد سلسلة اجتماعات سياسية وأمنية في سياق متابعة معالجة الوضع في مدينة طرابلس وترسيخ الهدوء في المدينة، بعد الاجراءات التي نفذها الجيش اللبناني والقوى الامنية.
واطلع الرئيس ميقاتي من قائد الجيش جان قهوجي على التدابير والاجراءات الميدانية التي يقوم بها الجيش، إضافة الى توقيف المخلين بالأمن واحالتهم إلى القضاء.
وأجرى ميقاتي اتصالين هاتفيين بوزير العدل شكيب قرطباوي ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر شدد خلالهما على أهمية الاسراع في التحقيقات الجارية مع الموقوفين في حادثي تفجيري طرابلس، وإحالة جميع المتورطين على القضاء ومحاكمتهم. وكرر ميقاتي تأكيد أن “الأولوية هي لوقف الاحداث في طرابلس واعادة الهدوء الى المدينة”.
وقال سكان ان اثنين اصيبا بجروح أيضا وهما جندي وأحد السكان من منطقة جبل محسن القريبة وهي منطقة للطائفة العلوية التي ينتمي اليها الاسد دخلها الجيش يوم الاحد في اطار تعزيز وجوده في المدينة.
وأدت الاشتباكات التي اندلعت يوم الثلاثاء الماضي واستمرت الى مطلع الاسبوع الى مقتل 17 شخصا واصابة أكثر من 100.
ويشتبك سنة وشيعة في طرابلس من وقت لاخر منذ عقود لكن الصراع السوري نكأ الجراح ويتبادل الجانبان الاتهامات باستخدام المدينة كقاعدة لارسال مقاتلين وأسلحة الى سوريا والعكس.