بيروت، لبنان، 15 اكتوبر 2013، وكالات
انطلق موكب تشييع الفنان الأسطورة وديع الصافي منذ الصباح من منطقة الحازمية في بيروت حيث منزل ابنه قبل أن يتجمع حشد شعبي وفني وسياسي كبير في كاتدرائية القديس جرجس بوسط العاصمة.
وعقب الصلاة في الكاتدرائية سار النعش محمولا على الأكف في شوارعَ وسط بيروت التي أحبها الفنان الراحل وسط الزغاريد ونثر الورود وعلى وقع موسيقى إحدى أغنياته المشهورة “طلوا احبابنا طلوا” التي كتبها ولحنها الأخوان رحباني.
ووري جثمان وديع الصافي بمشاركة “عصافير حلفها” يوما بأغصانها أن تبقى حارسة للأرض التي غنى لها ورفع مجدها إلى عنان السماء.
لبنان الذي ألقى نظرة وداع يوم الإثنين (14 أكتوبر تشرين الأول) على أحد أهم أعمدته الفنية بات يشعر أبناؤه أنهم فقدوا “قطعة سما ع الأرض ثاني ما إلك”..
حضر مراسم صلاة الجنازة ممثلون عن رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة ووزراء ونواب وحشد كبير من الفنانين والإعلاميين.
ومن الفنانين الذين شاركوا في التشييع المطرب السوري صباح فخري والفنانون اللبنانيون مرسيل خليفة وماجدة الرومي وعاصي الحلاني والملحن والموزع الياس الرحباني.
وقال المطرب اللبناني نيقولا الأسطا الذي اشتهر بأدائه لأغاني الصافي “نحن بلبنان وقعنا بفاجعة كبيرة. صحيح العمر له حق وهيدا حكمة ربنا بس أستاذ وديع الصافي حالة لا تتكرر.. مش بس على المستوى اللبناني.. على المستوى الفني اللبناني العالمي.. لأنه محب.. مقاومته الفنية ما اجا منها (لا مثيل لها) بشهادة كبار من الموسيقيين والعلماء وما راح ييجي منها.”
وقال المايسترو اللبناني إيلي العالية “خلينا نقول الله يرحم العظيم وديع الصافي. أكثر من هيك مش لازم نحكي. العظماء مثل وديع الصافي ما حدا بيحكي عنهم. باتوقع الكلمات لما بيسقطوا فنهم بيحكي عنهم وإن شاء الله التاريخ ينصف ها العظماء لحتى نعرف فعلاً لما كانوا موجودين شو عملوا لنا.”
وقال المطرب اللبناني وليد توفيق لرويترز “وداعا أبو فادي.. وداعاً يا حبيبي يا معلم. اليوم يوم حزين.. بنفس الوقت عرس. اليوم حداد وطني بكل معنى الكلمة لو الدولة ما عملتها. رحل الفنان الذي زرع المحبة.. علمنا كيف نغني.”
وعتب العديد من الشخصيات والفنانين على الدولة اللبنانية لأنها لم تعلن يوما للحداد الوطني على رحيل الفنان الكبير.
ووضع وزير الثقافة اللبناني كابي ليون ممثلا لرئيس الجمهورية وساما مذهبا على نعش الفنان الراحل تقديرا لعطائه.
توفي وديع الصافي مساء الجمعة (11 أكتوبر تشرين الأول) عن عمر يناهز 92 عاما قضى أكثر من نصفها في الغناء واقترن اسمه بلبنان فكان سفيرا لبلده في أنحاء العالم.
ولد الفنان الراحل في الأول من نوفمبر تشرين الثاني عام 1921 في قرية نيحا الشوف حيث ووري الثرى يوم الاثنين.
كانت انطلاقة وديع الصافي الفنية سنة 1938 حين فاز بالمركز الأول لحنا وغناء وعزفا من بين 40 متباريا في مسابقة للإذاعة اللبنانية.
واتفقت لجنة التحكيم في حينه على اختيار اسم “وديع الصافي” اسما فنيا له لصفاء صوته.
وفي أواخر الخمسينات بدأ وديع الصافي العمل المشترك مع العديد من الموسيقيين من أجل نهضة الأغنية اللبنانية انطلاقا من أصولها الفولكلورية من خلال مهرجانات بعلبك التي جمعت بينه وبين فيلمون وهبي والأخوين رحباني
وزكي ناصيف وغيرهم فشارك في مسرحيات ”العرس في القرية” و”موسم العز”
وكون ثنائيا غنائيا ناجحا مع المطربة صباح.
ويحمل الصافي ثلاث جنسيات هي المصرية والفرنسية والبرازيلية إلى
جانب جنسيته اللبنانية الا أنه كان يفتخر بلبنانيته ويقول إن الأيام علمته أن “ما أعز من الولد إلا البلد”.
وغنى الفنان للعديد من الشعراء خصوصا أسعد السبعلي وللعديد من الملحنين أشهرهم الأخوان رحباني وزكي ناصيف وفيلمون وهبي وعفيف رضوان ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش ورياض البندك لكنه كان يفضل أن يلحن أغنياته بنفسه لأنه كان أكثر دراية بصوته.