الأتارب، ريف حلب، سوريا، 15 أكتوبر، (علي أبو المجد، أخبار الآن) –
لا زالوا يلعبون ويفرحون بطريقتهم الخاصة على الرغم من كل ما حل بهم من قصف وتدمير بيوتهم وتغيير أشكال شوارعهم التي كانت تجمهعم في الماضي.
وبالرغم من التهجير والنزوح وغياب الأمن والأمان، يمر عيد الأضحى المبارك على مدينة الاتارب وكأنه لم يمر، فكما يعرف الجميع بأن البهجة والضجة والثياب الجديدة والمفرقعات والأراجيح هي كلها ما تميز العيد عن الايام الاخرى، وها هم أطفال مدينة الاتارب يمر عليهم العيد وقد اختلفت طريقة تفكيرهم كما اختلفت العابهم ايضا.
لم يعد هناك مفرقعات ولا ألعاب نارية ولا حتى ألعاب عادية كانت مألوفة مسبقا، لقد تحولت ألعابهم الى أسلحة بلاستيكية صغيرة، هذا لمن كان لديه وقت للعب، حروب واقتحامات واعتقالات بأسلحة صينية ضمن حرب تحاكي الواقع الذي يمر به السوريون، كنت قد استوقفت الاطفال وسألتهم: “من منكم ضد من؟” فأجابني أحدهم: “نحن فريق واحد لأننا أقرباء وأبناء عمومة، نحن ضد من نصادفهن من الاطفال الذين يمرون في الشارع، واذا ما رأيناهم أطلقنا عليهم النار (الخرز)، كلامهم البسيط ورغم براءته الا أنه يحمل بين حروفه أبعادًا كثيرة”.
مباشرة من خلال كلامهم يذهب تفكيرك لما يحصل بين بعض كتائب الثوار من نزاعات وخلافات في مناطق عدة، فهم ينقلون لك أكثر من صورة في آن واحد ودون أن يشعروا، فها هي الحرب قد استقرت في نفوسهم وحاكوها بألعابهم وقد نضجوا واصبحوا رجالا منذ نعومة أظفارهم.
هؤلاء الأطفال ربما لعبوا وضحكوا كثيرا ولكن ليس ببعيد عنهم ربما تجد أطفالاً أخرين يمارسون مهنة الكبار في البيع وقد تعلموها مذ وعوا، واذا ما نظرت حولك لوجدت أطفالاً اخرين وقد جلسوا امام منازلهم وكأنهم لا يعرفون الفرحة في الاعياد.