حمص، سوريا، 8 أكتوبر، (ساره بك، أخبار الآن)

بالرغم من كل ما حل من كوارث في مدينة حمص بقي لدى السكان القدرة على جعل حياتهم شبه طبيعية، وبقي لدى الاهل الرغبة والاصرار الكاملين على ارسال ابنائهم وبناتهم  إلى المدرسة، واعتبر البعض ذلك من الاولويات، خاصة بالنسبة للمناطق التي مازلت هادئة نسبيا وتضم بعضا من المدارس ورياض الاطفال السليمة.

 المدارس لم تعد كتلك التي اعتادها اهل حمص..

اليوم الدوام المدرسي اصبح قصيرا جدا، تقول تغريد وهي ام شابه لطفلين، الكبير في التحضيري (المرحلة التي تسبق الصف الاول الابتدائي): “ما ان يذهب ابني في السابعة الى المدرسة حتى اضطر انا او والده للعودة واخذه عند الساعة العاشرة، رغم انه يصحوا باكرا ومرتاحا وجاهزا للمدرسة، الا انه لا يأخذ كفايته من الدرس، عدا عن الايام التي يضطر الى التغيب عنها في حال كان الوضع في الخارج غير مريح، مما يعني ان المدرسة لم تعد مكانا كافيا ليتعلم او حتى ليلهو ويلتقي اترابه”.

وتضيف عايدة وهي مدرسة في مدرسة خاصة: “الامر ليس مقتصرا على المدارس ورياض الاطفال الحكومية، ولكن ايضا بالنسبة للمدارس الخاصة، فعدد المدارس الصالحة للتعليم والآمنة، قليل جدا، وعلينا استيعاب اكبر قدر ممكن من الطلاب، وعليه تم تقسيم الدوام الدراسي في المراحل الدراسية عامة الى  قسمين او ثلاثة اقسام، واضطررنا ايضا الى زيادة عدد الطلاب في القاعة الواحدة، لدرجة تجاوز عددهم في احيان كثيرة 50 طالبا، وهو امر صعب جدا على الطالب في كل المراحل الدراسية، كما انه سيرهقنا نحن كمدرسين قبل ان يرهق الطالب نفسه، ولا نعرف كيف سنتصرف في ايام الامتحانات مع هذا العدد من الطلاب، وكيف سيتم الامتحان اصلا والتصحيح”.

اما منى وهي ام لخمسة اولاد، الابنه الكبرى في الثانوية العامة، فهي تعاني مشكلة الحصول على الكتب المدرسية، لكل المراحل العمرية، رغم مجانيتها وتوافرها بشكل كامل لدى المدارس الحكومية في الحالات الاعتيادية،  تقول: “اخذنا الكتب القديمة من اقربائنا ومن الجيران، وهي طبعا كتب قديمة ومهترئة، ومكتوب عليها، وهذا يعني صعوبة أن تكون كتبًا صالحة للدراسة، ومع ذلك قبلنا بالامر الواقع، ولكن كتب ابنتي الصغيرة في الثاني الابتدائي لم نستطع تدبيرها، وسنشتريها بطبيعة الحال، لانه لم يعد لدينا حل اخر، والحقيقة ان ثمنها غير متوفر لدينا الآن حيث يبلغ  (6000 ل.س) للفصلين الدراسيين، مما سيضطرنا الى الاستدانه وخاصة اننا اهدرنا جزءًا كبيرا من راتبنا الشهري انا وزوجي والذي لا يتجاوز مجتمعا (35000 ل.س)، – علما ان  الحد الادنى للاجور في سوريا يبلغ (13650 ل.س)-   وذلك في شراء الدفاترالمدرسية التي بلغ متوسط سعرها (100-150 ل.س) للدفتر الواحد بينما بلغ سعر القلم الواحد (35 ل .س)، وبعض الحقائب المدرسية، التي بلغ متوسط سعرها بين (600 و 1800 ل.س) للحقيبة الواحدة”.

اما بالنسبة للملابس المدرسية الالزامية، فتقول جيهان وهي ام لثلاثة شباب اصغرهم في مرحلة التعليم الاساسي،-  وهي المرحلة التي تبدأ من السنه الاولى ولغاية السنه الرابعة ابتدائي، “استطعنا الاقتصاد في مسألة الملابس المدرسية على اعتبار ان اولادي يرتدون ملابس بعضهم البعض، كما ان معظم المدارس في حمص لم تعد تلزم الطلاب بإرتداء اللباس الرسمي  الذي ترواح سعره  بين (6000-12000 ل.س)، واشكر الله على هذا الامر لان ثمن الملابس المدرسية لابني، قارب نصف راتب والده الموظف الحكومي الذي يبلغ بالتمام والكمال (15000 ل.س)”.