مخيم اليرموك، دمشق، سوريا، 2 أكتوبر، (سيف الدين محمد، أخبار الآن) – لا يزال السكان الباقون في مخيمي اليرموك وفلسطين يعانون واحدة من أسوأ حالات الحصار من قبل النظام بدخوله الشهر الثالث من الإطباق الكامل وعدم تمكن أي من المؤسسات السورية أو الفلسطينية من إيجاد حل لهذه الأزمة.
ورغم كل ذلك فإن تعايش الأهالي المتواجدين هناك من فلسطينيين وسوريين والعلاقة المميزة بينهم وبين الكثير من كتائب الجيش الحر قد جعلت جل اهتمامهم يتجه إلى القادم من الأيام القليلة، فهم يحاولون البقاء على قيد الحياة أملا في تسريع وتيرة تقدم الجيش الحر في دمشق.
يقول”خالد أبو غازي” من أهالي درعا وسكان المخيم: “ما رح أطلع من مخيم فلسطين إلا وقت تتحرر المناطق اللي حواليه .. في أخبار منيحة من عنّا رح تسمعوها”.
أبو غازي مثله مثل الكثيرين الذين بقوا في مخيم فلسطين الذي يتميز بتنوع سكانه وانسجامهم وبشكل خاص الأهالي من مدن درعا ودير الزور، إضافة إلى الفلسطينيين المنتظرين فك الحصار وسقوط نظام تاجر بقضيتهم على حساب شعبه.
يقول “أبو محمد الفلسطيني” من الكتائب الفلسطينية التابعة للجيش الحر: “إن التجويع المنظم لم ينل من عزيمة الشباب وانشالله هناك مفاجآت قادمة”.
وربما يتميز مخيم اليرموك وفلسطين بعزيمة النساء فيه ومشاركتهم في الدعم الكبير للرجال والشباب المؤيدين للثورة أو المنضمين لكتائب الجيش الحر.
تقوم “أم زهير الديرية” بمحاولات حثيثة لجلب الخبز من منفذ الحسينية وهي نجحت في بعض الأحيان وفشلت كثيراً: “الخبز يتوزع على الشباب وعلى الجيران .. وكلو الو أجرو انشالله”.
ويبدو أن تكيّف الأهالي مع الوضع المعيشي المتردي يغالبه ذلك الأمل منهم في انتظار مؤلم ومضني للآتي الذي سيكتب تجربة صمودهم. هذا على الأقل ما صرحت به إحدى النساء الفلسطينيات: “الشعوب المظلومة جربت الجوع والبرد والقهر كتير .. بس هذا كلو مش دايم ورح نخلص بجاه سيدنا محمد ونرجع نبني البيوت من أول وجديد”.