حلب، سوريا، 2 أكتوبر، (فارس الفارس، أخبار الآن) – أكد مراسل أخبار الآن في حلب أن قوات الأسد اعتقلت مؤخراً العشرات ممن يتعاملون بالدولار أو ما يسميه السكان هناك بـ”الأخضر” وفرضت تعاميم وقيود على شركات الصرافة في البيع والشراء.
وأشار مراسل أخبار الآن إلى أن المخابرات الجوية في حلب وظّفت عناصر لها في شركات الصرافة والمصارف لإرهاب أصحاب تلك الشركات ومنعها من بيع الدولار في السوق السوداء، بالتزامن مع اعتقال أكثر من مئة شخص يعملون في هذا المجال منذ أكثر من شهر ولا معلومات عنهم حتى الآن. وتحدث مراسلنا عن اعتقال عدة أشخاص لمجرد العثور لديهم على 10 دولارات، وسجنهم في أقبية أفرع الجوية والعسكرية لما يقارب الشهر مع التهديد بإحالتهم إلى محكمة مكافحة الإرهاب بدمشق.
كما توقعت مصادر خاصة “لأخبار الآن” أن تغلق عدد كبير من شركات الصرافة في حلب مطلع الشّهر الحالي بعد إغلاق كبرى شركات الصرافة في سوريا وهي شركة “العالمية” بسبب ما وصفه النظام بالبيع غير الشرعي والأرصد المشبوهة، ومن الشركات المتوقع إغلاقها شركة “الهرم” العملاقة في هذا المجال، والتي لها في مدينة حلب لوحدها 5 أفرع وفي دمشق 6 أفرع ويتوزع عملاؤها على المحافظات السورية الأخرى.
وتحدثت المصادر عن احتكار النظام لسوق الصرافة والحولات لشبيحته وجعلها كمكان لتأمين رواتب الشبيحة الذي يضمهم في صفوفه تحت مسميات عديدة منها “جيش الدفاع الوطني” و”كتائب البعث”.
وفي العودة إلى تعيين مندوب أمني لشركات الصرافة في حلب، فقد أكدت المصادر لـ”أخبار الآن” أن المندوب يداوم رسميا في مكتب خصص له من الساعة الـ12 ظهراً وحتى الرابعة عصراً، مع إمكانية المجيء قبل الموعد الرسمي حسب الطوارىء.
إلى ذلك فقد نقلت وكالة أنباء النظام “سانا” نبأ القاء السلطات السورية القبض على تاجرين يعملان بسوق الصرافة في السوق السوداء. وأشارت الوكالة إلى أن التاجرين “عبد المجيد دامرو” و”باسل عرفات” اعترفا بقيامهما بتصريف العملات الأجنبية في السوق السوداء بما يخالف الأنظمة والقوانين ويساهم في التلاعب بسعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار.
ونقلت الوكالة عن “دامرو” قوله: “أنا تاجر عملة في السوق السوداء منذ أكثر من عشرين عاما وأقوم بتصريف العملات في مكتبي غير المرخص في منطقة الحميدية بدمشق”.
وأضاف دامرو “كنت أتصل هاتفيا بشكل يومي مع إحدى الشركات المرخصة واستعلم منها عن سعر صرف الليرة مقابل الدولار وعلى ضوء ذلك أقوم ببيع وشراء الدولار من الزبائن بسعر أعلى من السعر الرسمي المحدد من قبل المصرف المركزي”.
وأوضح دامرو، أن “بعض الشركات والمكاتب المرخصة وغير المرخصة كانت تستغل تدخل المصرف المركزي في السوق وضخ الدولار فيه للمحافظة على سعر صرف الليرة من خلال بيع بعض المبالغ المالية التي يطرحها المصرف في السوق السوداء بسعر أعلى بهدف المنفعة الشخصية وهو ما كان يعرقل خطط الدولة لضبط سعر الصرف”. وأشار، إلى أن “الجهات المختصة عثرت على مبالغ مالية بعملات أجنبية وبالليرة السورية عندما داهمت مكتبي في الحميدية”.
بدوره قال باسل عرفات “أنا أملك محلا لبيع الأحذية وكنت أمارس فيه الصرافة في السوق السوداء دون ترخيص حيث كنت أشتري وأبيع العملات الأجنبية وخاصة الدولار وفق سعر السوق السوداء وليس السعر الرسمي المحدد من المصرف المركزي”. وأضاف عرفات إن “الجهات المختصة وجدت في المحل عندما داهمته عملات متنوعة أجنبية وعربية وما كنا نقوم به كان يؤثر على سعر صرف الليرة مقابل الدولار وغيره من العملات الأجنبية”.