حي برزة، دمشق، سوريا، 2 أكتوبر، (أحمد يعقوب، أخبار الآن)
تستمر المعارك في حي برزة شمال العاصمة دمشق، وسط تأكيدات تفيد باسترجاع الجيش السوري الحر جميع النقاط التي سيطرت عليها قوات بشار الأسد مطلع الأسبوع الماضي وفق ناشطين.
ويتحدث زياد الشامي مدير المكتب الإعلامي في برزة “لأخبار الآن” عن المعارك الأخيرة في الحي فيقول: “استطاعت بعض وحدات قوات النظام التسلل إلى أطراف الحي تحت غطاء ناري كثيف جدا من الدبابات والمدفعية والطائرات، ولكن قوات الجيش الحر تمكنت من صدهم بادئ الأمر، ثم استطاعت استرجاع جميع النقاط التي دخلتها قوات الأسد”.
ويضيف الشامي حول الحصار المفروض على الحي وطبيعته: “منذ أن حاصرنا الجيش في منتصف شهر مارس/آذار الماضي، لا يمكنني أن أتذكر مرور يوم واحد دون أن نقصف فيه، سواء بالمدفعية المثبتة على الجبال المحيطة بنا، أو براجمات الصواريخ وقذائف الهاون، وبالرغم من كل ذلك وعند اصطدامهم بصمودنا لجؤوا قبل شهرين إلى استخدام سلاح الجو. نحن اليوم نقاتل حشودا مختلفة، فمنها الحرس الجمهوري، ومنها الوحدات الخاصة، إضافة إلى الميلشيات العراقية واللبنانية والإيرانية التي تقاتل صفا إلى صف بجوار قوات الأسد.”
وعن الظروف الإنسانية الصعبة التي يواجهها من بقي في الحي من المدنيين يقول الشامي: “القناصون الموجودون على الأبنية العالية المحيطة بالحي، يستهدفون بشكل يومي جميع خزانات المياه والمازوت الموجودة على أسطح المنازل. جميع المباني السكنية تضررت بدرجات متفاوتة، ولم يبق سوى 10% من البيوت القديمة التي لم تصلها قذائف قوات النظام. نحن هنا ومعنا أكثر من ألف مدني محاصرون ومهددون بالجوع إذا ما استمر حصار قوات الأسد لنا”.
ويروي ابن 27 عاما حادثة إنسانية حزينة لا يستطيع أن ينساها، تتلخص بأن أحد الأطباء كان يسعف جريحا، ولكن أجله كان قد قضي، فما كان من ابن الطبيب الذي عمره 5 سنوات إلا أن صاح بوجه أبيه قائلا: “اجعله يستيقظ، أرجوك!” وذهب وأحضر لأبيه إبرة وقال له: “احقنه بها، دعه يستيقظ، لماذا لا يستيقظ؟.”
يأتي ذلك في الوقت الذي نعى فيه النظام السوري قائد عمليات منطقة برزة، بينما يرسل عشرات القتلى والجرحى من قواته يوميا إلى مشفى تشرين العسكري، الذي يؤكد ناشطون تحوله إلى قاعدة عسكرية لقوات الأسد.
ويتحدث الناشط الإغاثي أبو أيمن البالغ من العمر 45 عاما “لأخبار الآن” عن مشفى تشرين فيقول: “لقد حول نظام الأسد مشفى تشرين العسكري إلى ثكنة عسكرية ومقر تجمع لجنوده. ونسقنا مع كتائب الجيش الحر واتفقنا جميعا على عدم استهداف المشفى، ليس حبا بالأسد ورجاله ولكن لأن هذا المشفى بالتحديد يوجد به معدات وأجهزة طبية تقدر قيمتها بمليارات الليرات السورية، وهذا ملك الشعب وليس ملك الأسد أو أعوانه.”
ويضيف أبو أيمن: “عندما انطلقنا في الثورة السورية كان السبب الأول هو رفع الظلم عن الناس والتخلص من الاستبداد، وعندما قررنا تحرير برزة كان ذلك بسبب انتشار الإعدامات الميدانية دون محاكمة حتى أنهم قتلوا رجلا لأنه كان يستمع إلى نشرة أخبار لقناة متضامنة مع الثورة، فكان لابد من التحرك لوضع حد لهذه الممارسات الوحشية.”
وعن الكوادر الطبية يحدثنا أبو أيمن: “النظام استهدف منذ اليوم الأول الأطباء في جميع أنحاء سورية، والقصف الذي يطال برزة كثيرا ما يستهدف المشافي الميدانية وذلك كله لأن النظام يريد أن يقتل النخب المثقفة في سوريا كي لا تتحدث أمام العالم عن جرائمه الشنيعة، إضافة إلى أن الأطباء يداوون الجرحى ويسعفون المرضى والنظام هدفه الوحيد هو القتل والتدمير.”