دبي، الإمارات، 26 سبتمبر 2013، أخبار الآن
منذ تسلما منصبيهما، ما انفك الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته جافيد زريف يلمحان إلى انفراجات دبلوماسية في السياسة الإيرانية. ولكن وبالرغم من التكتيك الإيراني المعتمد منذ سنوات في تضييع الوقت، يبدو أن ثمة حاجة داخلية اليوم لمحاولات إصلاح علاقات إيران مع جيرانها ومع الغرب. من أهم هذه الأسباب تفاقم المشاكل الاقتصادية خاصة صناعة السيارات المتهالكة الآن إلى درجة التلاشي.
تلفظ صناعة السيارات الإيرانية أنفاسها الأخيرة بسبب إهمال الحكومة من جهة والعقوبات الغربية من جهة أخرى بما يحد من قدرة إيران على إبرام صفقات مع المجتمع الدولي بسبب برنامجها النووي. نتيجة هذه الضغوطات هو انحدار شديد في وحدات إنتاج السيارات وخسارة هائلة في الوظائف محليا.
شركات راين، موديران خودرو و كرمان أغلقت خطوط إنتاجها. شركات تصنيع السيارات المتبقية: مجموعة باهمان، سايبا، بارس خودرو و إيران خودرو، جميعا تكافح من أجل أن تظل على الساحة.
رفض إيران المستمر لتوفير العملة الأجنبية بهدف الاستثمار في نمو الشركات ورفضها إصلاح قوانين التصدير؛ المتآكلة بسبب الفساد؛ كل هذا بات طاردا لقطاع السيارات من إيران آخذا معه مئات الآلاف من الوظائف.
تعهد الرئيس روحاني بعكس اتجاه انحدار الاقتصاد الإيراني؛ ويبدو أنه تلقى دعما من المرشد الأعلى لفعل هذا. لكن مع غياب صناعة السيارات، يغيب جزء كبير من الإنتاج الإيراني. لذلك من الأهمية بمكان معالجة أعراض الانحدار الصناعي وفي أسرع وقت؛ و التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي بما يحول اتجاه العقوبات على النظام. إما هذا وإلا فإن البلاد ستضطر لأن تبدأ مرة أخرى من الصفر.