دبي، الإمارات العربية المتحدة، 26 سبتمبر، وكالات
قتل تسعة وعشرين شخصا على الأقل خلال ثلاثة أيام من التظاهرات المناهضة للحكومة السودانية , وفق ما أفادت مصادر طبية .
وأفاد مصدر مسؤول في مستشفى أم درمان بأنه تم استلام واحد وعشرون جثة منذ بداية التظاهرات (الاثنين) ، في حين قتل ثمانية آخرون في مناطق أخرى من البلاد ، وجائت هذه التظاهرات احتجاجا على رفع الدعم عن سعر المحروقات .
واتسعت تظاهرات الاحتجاج في السودان لتشمل مناطق جديدة, وكانت قوات الأمن السودانية قد تصدت للمحتجين باستخدام الغاز الميسيل للدموع واطلاق النار في الهواء, واعتقلت عشرات المتظاهرين. وفقا لشهود عيان.
هذا وقد قررت السلطات في الخرطوم اغلاق المدارس اعتبارا من اليوم ولأجل غير مسمى, وذلك في وقت اتهم فيه حزب المؤتمر الوطني الحاكم الجبهة الثورية التي تضم عددا من الجماعات المسلحة المعارضة بالوقوف وراء هذه الاحتجاجات.
وتظاهرات الاحتجاج هذه، الناجمة عن قرار اتخذته الحكومة الاثنين برفع الدعم عن اسعار المحروقات، هي الاكبر في هذا البلد منذ وصول الفريق عمر البشير الى الحكم في 1989.
ودعت السفارة الاميركية في الخرطوم جميع الاطراف السودانيين الى “عدم استخدام العنف” وقالت في بيان انها “تدعو السلطات الى احترام الحريات المدنية وحق التجمع السلمي وجميع الاطراف الى عدم استخدام العنف”.
واوضحت انها “تلقت تقارير مؤسفة عن اصابات بليغة واضرار في الممتلكات بعدما اخذت الاحتجاجات منعطفا عنيفا”.
وتابعت السفارة الاميركية “في هذه الفترة الصعبة، من الضروري للجميع (التزام) الحذر وضبط النفس”.
واندلعت تظاهرات بصورة عفوية، كما قال ناشطون، صباح الاربعاء في عدد كبير من احياء الخرطوم، والبعض منها قريب من وسط العاصمة .
وردد المتظاهرون الذين شكل الطلاب القسم الاكبر منهم “حرية، حرية” و “الشعب يريد اسقاط النظام”، مستعيدين بذلك الشعار الابرز “للربيع العربي”. ورشقوا الشرطة بالحجارة فردت بالقاء قنابل مسيلة للدموع.
واقفلت المتاجر في الخرطوم والمدينة القريبة منها ام درمان. وقطع عدد كبير من الطرق، اذ اضرم المتظاهرون النار في الاطارات المستعملة او في اغصان الشجر، وانتشرت سحابة دخان كثيفة سوداء فوق عدد كبير من احياء العاصمة.
واضرم متظاهرون النار الاربعاء في عدد كبير من السيارات في مرأب فندق كبير يبعد 500 متر عن مطار الخرطوم وفي محطة وقود على الطريق نفسها، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس.
وتدخلت قوات الامن لتفريق المتظاهرين بالقاء قنابل مسيلة للدموع، واوقفت عشرين متظاهرا.