دمشق، سوريا، 16 سبتمبر، (سيف الدين محمد، أخبار الآن) – لم تخرج سياسة التعليم العالي في سورية سنة 2013 عما درجت عليه منذ بداية الثورة السورية. فقد جاهدت سياسة التعليم عن طريق الوزارة ورئاسة الجامعات إتباع كافة السبل من أجل تدجين الحراك الطلابي سواء بالترهيب أو الترغيب.
الطلبة الثوار .. والقمع
بدأ الحراك الطلابي بجانبه السلمي مدعوما بتجمعات شبابية وتأييد من قبل بعض الأساتذة الجامعيين، لكن هذا الحراك اصطدم بالقمع والاعتقال والعنف المفرط وصل حدود القتل والرمي من المباني الجامعية، كما حدث في جامعة حلب. وشيئا فشيئا بات الحراك الطلابي مطحوناً بين مطرقة الأساتذة الشبيحة وأعوانهم وبين أفراد الاتحاد الوطني الذين قاموا بمهام الأمن في أماكن تواجد الطلاب.
اعتقال .. وتدمير مستقبل
نتج عن سياسة القمع الجامعي الأمني استشهاد عدد من الطلاب تحت التعذيب في السجون والفروع الأمنية وهجرة الكثير منهم خارج البلد، وتم فصل الكثير منهم، سواء في الجامعة السورية أو الموفدين ببعثات علمية إلى الخارج ممن وقفوا بشكل صريح مع الثورة. وقد ساهم هذا الأمر بانكفاء العمل الطلابي داخل الجامعات السورية وجامعة دمشق بشكل خاص.
تأسست بفعل ذلك ما أطلق عليها “اتحاد الأكاديميين الأحرار” ومقره تركيا ومهمته النظر في شؤون الطلاب المتأذين من سياسة النظام تجاههم.
الطالب (م.ج) في السنة الرابعة من كلية الهندسة الميكانيكية تم فصله إثر مشاركته في المظاهرات واعتقاله، ورغم وعود اتحاد الأكاديميين الأحرار فإن شيئا لم يحدث حتى الآن. يقول: “منذ سنة ونصف وأنا مفصول من جامعتي، ورغم مراسلتي لكافة الهيئات المعنية بالطلاب فإنني لم أحصل على جواب. مستقبلي توقف دون اهتمام من مجلس أو ائتلاف أو أي اتحاد لشؤون الطلبة الثوار”.
حالة الطالب (م) تتشابه مع كثير من الطلبة في جامعة دمشق الذين لا يزالون تحت رقابة صارمة وقاسية دون أن يهتم أحد المعنيين في مجالس الثورة بهم. مع التنويه إلى صدور قرارات فصل بحق المعيدين الموفدين إلى خارج سورية ومثال ذلك(خ.ز) الموفدة إلى فرنسا وتم فصلها بحجة أنها تتآمر ضد البلد بكتابة المقالات الموالية للثورة.
سياسة التساهل وإرضاء الطلاب
رافق كل ذلك، إتباع سياسة جديدة من قبل وزارة التعليم العالي كانت سمتها الواضحة هي التساهل وتقديم (رشاوى) للطلاب من خلال منح فرص كثيرة كالدورات الإضافية للامتحانات والانتقال من سنة دراسية إلى أخرى بشكل إداري دون النظر إلى عدد المقررات اللازمة، والأهم هو موقع الطالب في العملية التعليمية كصاحب حق حتى في حال الخطأ، وتنفيذ مطالبه كافة بغض النظر أنها تكون لصالح استمرار المستوى المتدني العلمي والأخلاقي للجامعة. وهذا ما أسس لنمط من الطلاب سمتهم عدم الاكتراث والانتهازية والوصولية