خان الشيح، ريف دمشق، سوريا، 23 سبتمبر، (جابر المرّ، أخبار الآن) – مع بداية العام الدراسي الجديد يحاول مخيم خان الشيح في الغوطة الغربية أن يتحدى القصف والحصار بإرسال أبنائه إلى المدارس، حيث أقبل خمسمئة وخمسة وسبعون طالبا في المرحلة الابتدائية على مدارسهم التي افتتحت مع أجواء كرنفالية لطيفة قامت بها (همّة) مجموعة الشباب التطوعي في مخيم خان الشيح قامت من خلالها بتحفيز الأولاد عن طريق توزيع الهدايا الرمزية عليهم كدفاتر الرسم والبسكويت.
ومن جهتها قامت هيئة فلسطين الخيرية بتنظيف المدارس التي تعرضت سابقا للقصف وتهيئتها لأجل ان تستقبل أبناء المخيم بأبهى حللها، على الرغم من أن شعورا مربكا تنازع الأهالي بين أن يبقى أبناؤهم فريسة للجهل والأمية وبين أن تقتلهم صواريخ النظام وقذائفه، وهذا ما حاول مدير المدرسة الابتدائية شرحه: “المشكلة الأساسية هي فقدان الناس للأمن والأمان وخوفهم على أرواح أطفالهم وقد لقيت إدارة المدرسة تعاونا وتفاهما كبيرا من أولياء أمور الطلبة من أجل تامين جو من الأمن و الاستقرار لطلابنا الأعزاء”.
من ناحية ثانية يبدو إصرار أهالي المخيم غالبا حتى على نقص الكوادر التدريسية التي هجّرتها صواريخ النظام إلى قلب العاصمة أو إلى المناطق المجاورة الأكثر أمانا، ومن بقي من المدرسين سيحاول أن يغطي النقص في باقي المواد بشتى الوسائل حيث سيتوازعون الحصص فيما بينهم، وربما اعتمدوا على المتطوعين في ذلك.
أم عمار لديها أربعة أولاد في التعليم الأساسي تقول: “بدهم يانا نظل جاهلين، بيقصفوا المدارس مشان ما نبعت ولادنا اللي ما بيفيدهم غير العلم أساسا، ومع هيك اللي كاتبو الله يا محلاه”. أما أبو طلال فيقول: “كيف أبعت إبني عمدارس بأي لحظة ممكن تنقصف؟ خليهم بالبيت ليفرجها الله، وانشالله عمرو ما يصير دراسة”.
بدء الدراسة في خان الشيح أثبت من خلاله العاملون على افتتاح المدارس رغم كل الظروف أنهم شعب لن يرضى بالسكون، ولا ينتظر اللحظة الحالية إنما يكبر إيمانه كل يوم بمستقبل يملؤه العلم والنور.