بكين , الصين , 15 سبتمبر , وكالات       
                 
رحبت الصين بالاتفاق الروسي-الاميركي حول تفكيك ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية ما يسهل التوصل الى توافق في المستقبل حول مشروع قرار في مجلس الامن، وذلك على خلفية مشاورات دبلوماسية مكثفة من اجل تطبيقه.
واكد الرئيس الاميركي باراك اوباما السبت ان الولايات المتحدة تبقى مستعدة “للتحرك” ضد النظام السوري في حال فشل الحل الدبلوماسي ورحب في الوقت نفسه بالاتفاق معتبرا اياه “خطوة مهمة”.
من جهتها طالبت المعارضة السورية التي عبرت عن استيائها بعد التوصل الى الاتفاق، المجتمع الدولي بتوسيع حظر استخدام ترسانة الاسلحة الكيميائية التابعة لنظام الرئيس بشار الاسد واتلافها، ليشمل منع استخدام القوة الجوية للنظام وصواريخه البالستية.
والاتفاق الذي اعلنه السبت وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف في جنيف يحدد جداول زمنية حيث يعطي دمشق مهلة اسبوع لتقديم لائحة باسلحتها الكيميائية على ان تتلف هذه الاسلحة بحلول نهاية الفصل الاول من العام 2014.
ونص الاتفاق على انه في حال لم تف السلطات السورية بالتزاماتها فسيتم استصدار قرار من الامم المتحدة يسمح باللجوء الى القوة ضد النظام السوري. لكن الغموض يبقى يلف هذه النقطة.
ورحبت عدة عواصم اوروبية بالاتفاق الذي نال الاحد دعم الصين حيث اعتبر وزير خارجيتها وانغ يي في بكين اثناء لقاء مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس انه “يسمح بفتح افق لتسوية ازمة سوريا بالسبل السلمية”.
وقال وزير الخارجية الصيني “ان الصين ترحب بالاتفاق-الاطار الذي تم التوصل اليه بين الولايات المتحدة وروسيا”، مضيفا ان هذا الاتفاق “سيخفف التوتر في سوريا”.
من جهته كرر فابيوس الذي وصل الى بكين صباح الاحد القول ان الاتفاق الاميركي الروسي بشأن تفكيك الترسانة الكيميائية السورية يشكل “تقدما كبيرا”.
وقال “بالتأكيد ذلك لن يحل كل شيء فهناك عدد معين من الاجراءت يجب النظر فيها” لكن “يجب التقدم على اساس مشروع الاتفاق-الاطار هذا”.
واكد ان اتفاق جنيف ليس سوى “خطوة اولى”. وقال فابيوس”انه تقدم مهم، لكنه ليس الا خطوة اولى”.
وسيجتمع فابيوس مع نظيريه الاميركي جون كيري والبريطاني وليام هيغ الاثنين في باريس لبحث بنود الاتفاق الروسي الاميركي وكذلك شروط تنفيذه. كما من المقرر ان يقوم الوزير الفرنسي الثلاثاء بزيارة قصيرة الى موسكو للقاء نظيره الروسي.
وكانت الولايات المتحدة وفرنسا ابدتا تصميما في مطلع الشهر على شن ضربات ضد النظام السوري لاتهامه بشن الهجوم الكيميائي في ريف دمشق في 21 اب/اغسطس، لكن يبدو الان انهما اصبحتا على استعداد لاعطاء فرصة للخيار الدبلوماسي.
            
هذا و رحبت تركيا بالاتفاق الروسي الاميركي بشأن نزع الاسلحة الكيميائية في سوريا، الا انها شككت في امكان نجاحه مؤكدة ضرورة عدم السماح للنظام السوري “باستغلاله”. واشار بيان رسمي تركي الى ان تركيا تشيد بالمبدأ، بنزع كل اشكال اسلحة الدمار الشامل في العالم وفي المنطقة خصوصا الاسلحة الكيميائية.
كما اعتبرت انقرة ان الجدول الزمني المقدم للتخلص من ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية “طويل”. وكانت تركيا التي تأوي اكثر من 500 الف نازح سوري على اراضيها، طلبت ردا دوليا قويا على الهجوم الكيميائي الذي اسفر عن مئات القتلى في 21 اب/اغسطس في ريف دمشق.