زملكا، ريف دمشق، سوريا، 15 أغسطس، (محمد صلاح الدين، أخبار الآن) – 
”عندما تصبح الثورة سباقاً على تقديم التضحيات فلا بدّ أنّها ثورة عظيمة” .. هذا آخر ما قاله لي صديقي محمّد فوّاز غرّة المعروف باسم أبو هشام عندمّا كان يخبرني بأنّه عاقد العزم على العودة الى الغوطة الشرقية المحاصرة وكنت أخبره عن خطورة طريق العودة.
  أبو هشام شاب في الثالثة والعشرين من العمر كان طالباً في معهد الكهرباء والميكانيك بدمشق، انخرط في الثورة السورية من بدايتها مع اول مظاهرة في مدينة زملكا بتاريخ 1 ابريل 2011، وكان ركناً أساسياً في الحراك الثوري السلمي في المدينة فكان من اوائل المنظّمين للمظاهرات التي طالبت بالحرية والكرامة في المدينة وعضواً مؤسساً في تنسيقية زملكا.  ومع تدهور الأوضاع في حمص ونزوح عدد كبير من سكانها الى زملكا توجب على الكوادر الثورية تنظيم العمل الاغاثي لسد حاجة النازحين فكان ابو هشام من الشباب المتطوعين في العمل الاغاثي الذين أسسوا فيما بعد المكتب الإغاثي في زملكا دون أن يهمل الجانب الإعلامي في عمله.

و في 30 يونيو 2012 اصيب  في تفجير زملكا الشهير اصابة بليغة سببت له شبه اعاقة في ساقه اليمنى ولكن ذلك لم يمنعه من المضي في مسيرة الثورة متابعاً عمله الاعلامي وبعد اشهر قليلة تعافى نسبياً من اصابته فأصرّ على متابعة عمله الإغاثي بسبب الحاجة الملحة في زملكا خصوصا والغوطة الشرقية عموماً  فانتخب مديراً للمكتب الاغاثي في زملكا، وفي مارس 2013 انتدب ليكون ممثلاً للمكتب الإغاثي الموحد في الغوطة الشرقية في تركيا في محاولات حثيثة لفكّ الحصار عن مليون ونصف المليون محاصر في غوطة دمشق.
وفي ثاني أيام العيد تلقى صدمة خبر مصرع والده فواز غرة في قصف على مسجد زملكا الكبير.
بداية سبتمبر الحالي أنهى ابو هشام عمله في تركيا وقرر العودة إلى غوطة دمشق الشرقية ووصل الى مشارفها في 13 سبتمبر لكنّ قدره منعه من العودة إليها بعدما تعرّض لكمين من قبل قوّات النظام بالقرب من مدينة الضمير ليكون أنموذجاً يحتذى في التضحية والعمل في ثورة لوّن الدم فيها كلّ شبر من أرض سوريا وزرعَ الحزن في قلوب أمّهاتها الثكلى.