سوريا , 13 سبتمبر , ميسون , وكالات – اعتبرت المعارضة السورية الجمعة ان تقديم دمشق طلبا للانضمام الى معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية “تضليلا” للمجتمع الدولي، داعية الى قرار من مجلس الامن الدولي يضمن استخدام القوة في حال امتناع النظام عن الوفاء بالتزاماته.
يأتي ذلك غداة اعلان الامم المتحدة تسلمها طلبا من النظام السوري للانضمام الى المعاهدة الموقعة في العام 1993، وقال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة انه ينظر بعين الشك والريبة الى رغبة النظام السوري المعلنة بالتوقيع على معاهدة منع انتشار الاسلحة الكيميائية.
، معتبرا “إن المزاعم والوعود التي يقدمها النظام ليست سوى محاولة جديدة لتضليل المجتمع الدولي ومنعه من القيام برد فعل يضمن العقوبة والمحاسبة أمام الشعب السوري”.
واعتبر الائتلاف في بيان انه “من الضروري ان يظل التهديد باستخدام القوة حاضرا على الطاولة، ولكي لا يتحول قرار مجلس الامن المرتقب الى شهادة حسن سير وسلوك وبراءة للنظام، فإنه يجب ان يعزز من خلال اصداره تحت البند السابع من الميثاق”.
ورأى انه “لا يمكن انجاز اي تقدم ما لم يقم المجتمع الدولي وبشكل واضح وصريح بإلزام النظام بتنفيذ بنود القرار في غضون مدة محددة يضبطها جدول زمني واضح، مع التأكيد على ان العمل العسكري الدولي سيكون حاضرا في حال عدم تعاون النظام”.
وكان بشار الاسد قد اكد في مقابلة مع قناة “روسيا 24” الحكومية ان بلاده سترسل رسالة الى الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية ستتضمن الوثائق التقنية الضرورية لتوقيع الاتفاق.
واتهمت المعارضة السورية والدول الغربية النظام السوري بانه مسؤول عن هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية قرب دمشق في 21 آب/اغسطس الماضي. ولوحت دول غربية في مقدمها الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية للنظام ردا على هذا الهجوم.
الا ان دمشق وافقت في التاسع من ايلول/سبتمبر على مبادرة روسية تقضي بوضع ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية.
وعلى اثر هذه الخطوة، طلب الرئيس الاميركي باراك اوباما من الكونغرس ارجاء التصويت على ضربة محتملة ضد النظام السوري، لاعطاء الفرصة للتوصل الى حل دبلوماسي.
ويعقد وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف منذ الخميس اجتماعات في جنيف للبحث في المبادرة الروسية.
ويعود اخر اجتماع ثلاثي مع وزيري الخارجية الروسي والاميركي الى حزيران/يونيو في جنيف ولم يفض الى اي نتيجة ملموسة. وقد عقد الابراهمي الخميس لقاء مع كيري.
ويوجد وزير الخارجية الاميركي ونظيره الروسي في جنيف في مسعى للتوصل الى تفاهم بشأن سبل تأمين ثم ازالة ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية.
وقبل لقائهما الاول الخميس برزت خلافاتهما علنا امام الصحافة خصوصا حول مسالة ابقاء التهديد بتوجيه ضربات عسكرية اميركية لكنهما اكدا ايضا “تصميمهما” على وضع آلية للتخلص من هذه الترسانة. وقد ارسلت سوريا الخميس الوثائق المطلوبة الى مقر الامم المتحدة في نيويورك معلنة نيتها الانضمام الى الاتفاقية الدولية حول حظر الاسلحة الكيميائية.
وجرت اللقاءات الاولى مساء الخميس مع العديد من خبراء الوفدين واجتمع كيري ولافروف في لقاء منفرد على العشاء. وقال كيري للصحافيين الذين يرافقونه ان محادثات الخميس كانت “جيدة وبناءة”.
وفي مؤشر الى هذه الاجواء الطيبة وصل كيري ولافروف معا في سيارة وزير الخارجية الاميركي التي اجتازا فيها المسافة القصيرة التي تفصل بين الفندق الذي يجتمعان فيه ومقر الامم المتحدة في جنيف.