دبي, الإمارات العربية المتحدة, 13 سبتمبر 2013, وكالات, أخبار الآن 

اُفتـُتح  الأربعاء المؤتمر الدولي الثالث لمكافحة القرصنة الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية في دبي بحضور أكثر من خمسمئة مشارك يمثلون خمسين دولة.
وقال المشاركون في المؤتمر إن مشكلة القرصنة البحرية قبالة سواحل الصومال لن تـُحل إلا بعد حل مشاكل الصومال الداخلية.
 ويناقش المؤتمر في دورته السنوية الثالثة هذا العام سبل القضاء على الأسباب التي تؤدي إلى القرصنة.

وباتت المياه القريبة من سواحل الصومال الممتدة مسافة 1880 ميلا مرتعا للقراصنة الذين يسطون على السفن ويحتجزونها سعيا للحصول على فدية مقابل الإفراج عنها وعن بحارتها.
وسطا القراصنة على ما يزيد على 145 سفينة مختلفة الأنواع والأحجام منذ عام 2005 وتشير التقارير إلى أن إجمالي مبالغ الفدية التي حصل عليها القراصنة خلال تلك الفترة تتراوح بين 315 مليون و385 مليون دولار.
وشكلت قوة عمل مشتركة متعددة الجنسيات عام 2009 في مياه خليج عدن وتراجع إلى حد بعيد منذ ذلك الحين عدد حوادث القرصنة.
وناقش المؤتمر الدولي لمكافحة القرصنة البحرية في دورتيه السابقتين التهديد المباشر للقرصنة. بينما يبحث المشاركون في المؤتمر هذا العام الاستثمار في حلول طويلة المدى لمشاكل الصومال.

وقال الشيخ عبد الله آل نهيان وزير الخاجية الإماراتي خلال المؤتمر “إن الإمارت مستعدة لتقديم الدعم والعون للشعب الصومالي الذي سيسهم في تقديم أفضل المشاريع. ولكن أفضل سبل لمكافحة القرصنة اللي هو عنوان هذا المؤتمر.. نحن لا نرى إمكانيات مكافحة القرصنة في خليج عدن وفي غرب المحيط الهندي إلا بتحسين الظروف الموضوعية والظروف على الأرض في دولة الصومال.”
وتعهدت الإمارات في وقت سابق من العام الجاري بتقديم مساعدات قيمتها 50 مليون دولار للصومال خلال مؤتمر للمانحين عقد في لندن.
وذكر الشيخ عبد الله آل نيهان أن بلاده مستعدة لتقديم المزيد من المساعدات للصومال في الأعوام المقبلة.
وقال “تقف الإمارات أيضا على أهبة الاستعداد لتعظيم الدعم للصومال للمساهمة في تطوير الاقتصاد وتطوير الوضع الاجتماعي. في السنة الماضية بلغ إجمالي المساعدات التنموية اللي قدمتها الإمارات للصومال 22 مليون دولار.”
وتولى الرئيس الصومالي حسن شيخ محمد السلطة قبل عام. وذكر محمد في المؤتمر أن حكومته تبذل أقصى الجهد للتصدي للمشاكل المزمنة في بلاده.
وقال الرئيس الصومالي في كلمته خلال المؤتمر في دبي “لن يتحقق الحل الدائم لمشكلة القرصنة إلا بوجود دولة صومالية قادرة على الاستمرار لها مؤسسات تستطيع تقديم الخدمات الأساسية في كل أنحاء البلد لتقليل الفقر وإتاحة فرصة لحياة أفضل.”
وتشهد الصومال حالة من الهدوء النسبي منذ نشرت قوات لحفظ السلام تابعة للاتحاد الأفريقي تساندها الأمم المتحدة وقوات إثيوبية نجحت في المساعدة في طرد حركة الشباب الإسلامية المتمردة والمرتبطة بتنظيم القاعدة من العاصمة مقديشو ومناطق أخرى في البلد.
وقال الرئيس الصومالي خلال مقابلة على هامش مؤتمر دبي “تجري مناقشات بين الصومال والصين لإعادة الإعمار ونأمل أن تنفذ الصين مشروعا كبيرا للبنية الأساسية.. البنية الأساسية الاقتصادية.. في الصومال مثما فعلت في مناطق أخرى في أفريقيا.”
حضر مؤتمر مكافحة القرصنة البحرية في دبي سعد الدين العثماني وزير الخارجية المغربي الذي عرض أن تساهم بلاده بخبراتها في إعادة إعمار الصومال.
وقال الوزير المغربي “في مجال الزراعة.. في مجال تدبير المياه.. في مجال الصيد البحري.. هذه كلها مجالات نكون فيها مجموعة من تقنيين ومجموعة من الأطر المتخصصة ونعتبر هذه هي المساهمة الأساسية.”
وجاء في تقرير لبرنامج “محيطات بلا قرصنة” أن الكلفة المباشرة لمكافحة القرصنة بلغت ستة مليارات دولار عام 2012 وحده.
ويقول البنك الدولي إنه على الرغم من تراجع هجمات القراصنة بدرجة كبيرة من عام 2011 بعد تعزيز إجراءات تأمين السفن وتكثيف الدوريات البحرية الغربية فإن عمليات القرصنة التي تنطلق من الصومال ربما تكلف الاقتصاد العالمي نحو 18 مليار دولار سنويا.