صنعاء، 31 اغسطس 2013، نبيل اليوسفي، اخبار الان – على مدى العاميين الماضيين وحتى الان وعناصر تنظيم القاعدة لم تترك اغلب المنازل اليمنية بلا بكاء وعويل ..عائلة يحي سلمان التي تقطن في منطقة حراز الواقعة على بعد مائة كيلو متر غرب العاصمة صنعاء واحدة من هذه العائلات التي اكتوت بنيران عناصر تنظيم القاعدة وافكاره المتطرفة،التي تستهدف الأبرياء والجنود والضباط والصف ضباط على وجه التحديد..حيث فقدت ابنها ومعيلها الوحيد بدر الذي كان يعمل جنديا في الحرس الجمهوري ، و هذا في تفجير انتحاري استهدف شاحنة عسكرية كانت تحمل السلاح والذخيرة في مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء وسط اليمن ،والتي ما زالت عناصر القاعدة تتخذ منها مقرا حتى اللحظة بقيادة آل الذهب .
لم يتمالك يحي سلمان والد بدر نفسه و افجر باكيا وهو يقول لقناة اخبار الان :”ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون”،لقد كان سن ابني بدر لا يتجاوز تسعة عشر عاما فالحقته جنديا في الحرس الجمهوري ليعيل العائلة،فانا عاطل عن العمل واسرتنا مكونة من ثلاثة عشر فردا ، وكان يقتصد على نفسه ليرسل الينا راتبه كاملا ،لكن يد الغدر والخيانة سلبته منا وحرمتنا منه بعد ان فجر عناصر القاعدة الشاحنة التي كانت تقله وزملائه في منطقة قيفة ، فتحولوا جميعا الى اشلاء.
ام بدر امراة سيطر عليها الحزن فهي منذ مقتله تتوشح بالسواد ،تصف فلذة كبدها فتقول :لقد كان بدر مطيعا ،عطوفا على اخوانه واخواته ،مواظبا على صلواته ، بريئا ومبتسما للصغار والكبار، فما الذي فعل حتى يقتل بهذه الطريقة الشنيعة ؟ وتقبل الام بقايا ثياب ابنها بدر وهي تردد بقهر واضح:كنت اريد ان اراه بجسده كاملا حتى وهو ميت وادفنه في مقبرة العائلة،كان املي ان احتضنه قبل ان اودعه الى الابد، لقد غادرنا بلا رجعة ،و كان لنا الاصل والعمدة ،..الحمد لله ربي العالمين على ما كتب لنا ارحم الراحمين.
اما اخوته فيتذكرون زياراته التي كانت تفرحهم و هداياه البسيطة ، و اوقات العب و المرح التي كان يقضيها برفقتهم ، في الأخير دعو له بالرحمة و تمنى احدهم ان يلتقيه يوم القيامة..