حلب، سوريا،23 أغسطس 2013، أخبار الان – أم عبدو، سيدة من حلب،حملت على عاتقها مساعدة الثوار في سوريا،تقضي معظم وقتها في المشافي الميدانية لمساعدة المصابين، تفاصيل أوفى في سياق التقرير التالي.
 
عندما دق أحد المتظاهرين المصابين بابها , دفعتها إنسانيتها لمساعدته و مداواته, دون أن تعرف من يكون, كان ذلك قبل حوالي عامين, و منذ ذلك اليوم قررت العمل في مداواة الجرحى و تأسيس نقاط طبية للثوار.
أم عبدو سيدة من حلب, قدمت العمل  الثوري و الإنساني على حياتها الخاصة, و ساهمت بتأسيس عدد من المراكز الطبية في المناطق الساخنة.
تقول أم عبدو: “لما صار يبلش يصير اصابات جرحى، حتى بدون مظاهرات عملنا نقطة طبية بالسر، بعيادة طبية ببستان القصر بحلب، نزلت كتيبة على بستان القصر، على مدرسة اسمها مدرسة اليرموك، عملنا نقطة طبية، عملناها بالقبو كانت على أرضها، والكتيبة كانت معنا، احساس كتير حلو لما بتشكل شي من الصفر، يعني من تنظيفها لأول تذكرة لأول خزانة لأول قطعة ابرة احساس كتير حلو كان”.
بين المشافي الميدانية و النقاط الطبية على الجبهات في حلب، تنتقل أم عبدو لتقدم المساعدة لمن يحتاجها، لم تخفها أصوات المدافع والنار، ولم ترهبها قيود المجتمع الشرقي المحافظ ومعارضة الأهل في البداية، لأن الدافع لفعل الخير كان أكبر، كما تقول ام عبدو: “يلي خلاني عمل الخير، انو في شي اقدر اساويه، ليش ما اساويه، يعني بغض النظر عن نظرة الناس الي، انو نحن شرقيين ومن طبقة محافظة، فما عندي استعداد انو اسمع هيك مقولات، فقلت انزل اطوع بالطبية مع الشباب، فعل الخير ومساعدة الجرحى والاصابات يلي عم تصير عنا بالبلد، يعني هاد يلي خلاني الدافع اني اطوع بالطبية”.
مع أنها أم لخمسة أولاد، إلا أنها استطاعت التوفيق بين اهتمامها بأبنائها، والعمل في المشافي الميدانية والنقاط الطبية، رغم اعتراض أولادها في البداية.
تضيف أم عبدو: “بالبداية كانوا يحسو انو عم قصر شوي، كنت اغيب شوي، ما دقلك انو انام برات البيت بالبداية، كانوا يتضايقوا، ويخافوا علي، انو وخصوصاً وقت ايام كنت بالنقط الطبية يصير قصف كتير علينا، يخافوا علي اقلهم انو يلي الو عمر ما بتقتلو شدة، ما دام قايلة يا رب انشالله الله ما بيضرني، وشوي شوي اتأقلمو عهالشي، والحمدلله مالي مقصرة بحقهم، بطلع من الصبح، ما بطلع الا يكونوا مرتاحين الحمدلله رب العالمين من كل ناحية”.
و يبدو أن أم عبدو لم تقنع اولادها بعملها فحسب, بل شجعتهم أيضاً للمساهمة في العمل الثوري, و يبدو أن ابنتها سسير على الدرب نفسه.
تقول أبنة أم عبدو: “لا أكيد ما بلتزم بيتي، انا هلأ مع بداية هالثورة وماما كمان عم تطلع وتجاهد انا كمان داخلة بمجال التمريض، ويعني أكيد ما رح اقعد واتفرج، خاصة انو هالبلد كتير بحاجتنا”.
لن أقعد و أتفرج فالبلد تحتاجنا، كلمات كبيرة من فتاة صغيرة، تلخص فلسفة الحياة عند أم عبدو و ابنتها، وآلاف النساء السوريات.