تونس,22 أغسطس,وكالات – رفضت المعارضة التونسية، أمس الأربعاء، الحوار مع حركة النهضة  الحاكمة لحل أزمة سياسية حادة مستمرة منذ نحو شهر، ما لم تحل الحكومة الحالية وتستبدل بأخرى غير حزبية، وذلك بعد تحذيرات من رئيس الحكومة علي العريض مما أسماه التطاول على مؤسسات الدولة في إشارة إلى الاعتصامات أمام الإدارات المركزية والجهوية لترحيل المسؤولين المحسوبين على النهضة، في حين تبادلت الشرطة ومسلحون النار أمام منزل رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر .

وقال حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) في تصريح لاذاعة “موزاييك إف إم” الخاصة إثر لقائه بالمعارضة أمس “يرون (المعارضة) أنه لا مجال للذهاب إلى حوار طالما لم تعلن (حركة) النهضة عن استقالة هذه الحكومة والقبول بحكومة كفاءات ترأسها شخصية مستقلة” .

وتطالب المعارضة بحل المجلس التأسيسي (البرلمان) المكلف صياغة دستور جديد لتونس، وبحل الحكومة وتشكيل حكومة “انقاذ وطني” غير حزبية وبمراجعة مئات من التعيينات في وظائف عليا تقول إنها تمت على أساس الولاء الحزبي لحركة النهضة .

ورفضت حركة النهضة هذه المطالب واقترحت تشكيل حكومة “وحدة وطنية” تنضم اليها المعارضة . والاثنين الماضي طلب راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة من حسين العباسي الأمين العام للمركزية النقابية إدارة حوار مع المعارضة لايجاد حل للأزمة السياسية الراهنة .

واعلنت المركزية النقابية أن حسين العباسي سيجتمع اليوم بالغنوشي في لقاء هو الثالث بينهما منذ بداية الأزمة السياسية .

وتواجه حركة النهضة اسوأ ازمة سياسية منذ وصولها إلى الحكم نهاية 2011 . واندلعت الأزمة إثر اغتيال النائب المعارض بالبرلمان محمد البراهمي الذي قتل بالرصاص امام منزله يوم 25 تموز/يوليو في حادثة هي الثانية من نوعها خلال أقل من 6 أشهر بعد اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد في 6 شباط/فبراير الماضي .

واعلنت جبهة الإنقاذ الوطني “أسبوع الرحيل” اعتباراً من السبت المقبل لانتزاع استقالة الحكومة الحالية من خلال تظاهرات وطرد مسؤولين عينتهم حركة النهضة في مناصب عليا بالقطاع العام . وبالمقابل، حذر علي العريض رئيس الحكومة من أن حكومته سوف “تتصدى لكل من . .يتطاول على مؤسسات الدولة” .

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن العريض قوله إنه “لا تردد ولا تراجع في التصدي لكل من يتطاول سواء بالإرهاب أو بالفوضى أو التمرد، على موسسات الدولة وإرباكها ومحاولة السيطرة عليها مركزياً وجهوياً” .

وأوضحت أن العريض ادلى بهذه التصريحات لصحافيين عقب مشاركته في “اجتماع أمني” أشرف عليه الرئيس المنصف المرزوقي وحضره بالخصوص وزيراً الدفاع والداخلية .

من جانب آخر، أكدت مصادر أمنية أمس أن إطلاقاً للنار جرى الثلاثاء في محيط منزل رئيس المجلس الوطني التأسيسي التونسي ضد عناصر مشبوهة دون أن يسفر عن إصابات .

وترددت أنباء متضاربة في وسائل إعلام محلية أمس عن سماع دوي لإطلاق نار أمام منزل مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي، في مدينة نابل .

وقالت وزارة الداخلية التونسية إنه وإثر معاينة أعوان الأمن المكلفين بتأمين مقر إقامة رئيس المجلس الوطني التأسيسي ليلة الأربعاء 21 آب/اغسطس بادروا بإطلاق أعيرة نارية تحذيرية في الهواء إثر وجود عناصر مشبوهة بمحيط المكان تم الإشارة عليهم فلم يمتثلوا، ثم لاذوا بالفرار . وأشار بيان الداخلية التونسية إلى أن التحريات متواصلة للتعرف عليهم وإيقافهم .