القاهرة ، مصر، 2 أغسطس ، المحرر، أ ف ب – أفاد مصدر أمني أن قوات الأمن المصرية المنتشرة في محيط اعتصام أنصار الإخوان المسلمين في رابعة العدوية بحي مدينة نصر شرق القاهرة، بدأت، منذ الليل مناشدة المعتصمين بفض الاعتصام والانصراف من المكان عبر مكبرات الصوت، في محاولة على ما يبدو لتفادي فض الاعتصام بالقوة.
من جانب آخر، رفض الإخوان دعوة الشرطة المصرية لفض الاعتصام. ودعوا أنصارهم إلى تظاهرات مليونية اليوم .

إلى ذلك، قطعت تظاهرة لأنصار جماعة الإخوان المسلمين طريق كورنيش النيل أمام مقر المحكمة الدستورية العليا بمنطقة المعادى جنوبى القاهرة، للمطالبة بعودة الرئيس المصري السابق محمد مرسى إلى الحكم.

وعرضت السلطات المصرية، الخميس، على أنصار جماعة الإخوان المسلمين “خروجا آمنا وضمان حمايتهم” إذا أنهوا اعتصامهم في رابعة العدوية ، وميدان النهضة في الجيرة، والمستمر منذ أربعة أسابيع، احتجاجا على عزل الجيش للرئيس المصري السابق محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي.

ويبدو عرض الخروج الآمن من قبل وزارة الداخلية للمعتصمين الخطوة الأولى في جهود السلطات الرامية لإنهاء اعتصامات أنصار الإخوان المسلمين، والتي اعتبرتها الحكومة، الأربعاء، “تهديدا للأمن القومي”.

وقال المتحدث باسم زارة الداخلية هاني عبد اللطيف، في خطاب بثه التلفزيون الحكومي، “إن على المعتصمين في رابعة العدوية وميدان النهضة أن يستمعوا إلى صوت العقل واتخاذ جانب المصلحة الوطنية والمغادرة بسرعة”. وأضاف أن “من يستجيب للدعوة فسيحظى بالخروج الآمن والحماية”.

وأثار هذا العرض الحكومي مخاوف من احتمال اندلاع موجة عنف جديدة في حال تحركت قوات الأمن بالفعل لفض اعتصام أنصار الرئيس السابق محمد مرسي. إلا أنه وبحلول ليل الخميس، لم تكن هناك أي تحركات هامة من قبل قوات الأمن المصرية ضد المحتجين في أي من الموقعن.

رفض فض الاعتصام

من جانب آخر، رفض أنصار الإخوان المسلمين دعوة الشرطة المصرية لفض الاعتصام. ودعوا أنصارهم إلى تظاهرات غدا الجمعة. وقالت الجماعة إن المعتصمين لن يعودوا إلى ديارهم، إلا بعد عودة الرئيس السابق محمد مرسي إلى سدة الحكم.
وحلقت مروحية للجيش المصري على ارتفاع منخفض فوق اعتصام الإخوان المسلمين في رباعة العدوية، حيث تحدث المعتصمون عن “استعدادهم للشهادة”.
وارتدى بعض أنصار الإخوان خوذا وحملوا هراوات. وفي إحدى أطراف المكان ارتفع جدار من الأكياس الرملية والأحجار استعداد لأي هجوم محتمل من قوات الأمن.
وكتب القيادي في جماعة الإخوان المسلمين عصام العريان، على صفحته في فيسبوك الخميس “إن الشعب سينتصر”، في تحد على ما يبدو لدعوة الحكومة لفض الاعتصامات.
وأبدى المحتج المؤيد للإخوان المسلمين سعد محمد في اعتصام الجيزة تحديا آخر، حيث قال “إن عدد المعتصمين هناك زاد بعد تحذير الحكومة”، وأضاف: “نحن لسنا خائفين”.
وفي وقت سابق، قالت وزارة الداخلية إنها لن تنقض على المحتجين، لكنها ستتخذ خطوات تدريجية بما فيها التحذيرات، واستخدام مدافع المياه والغازات المسيلة للدموع من أجل تقليص عدد الخسائر.

كيري: الجيش أنقذ الديمقراطية
وفي تطور ذي صلة، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الخميس، إن الجيش المصري الذي عزل مرسي “تدخل بناء على طلب ملايين المصريين لحماية الديمقراطية”.
وجاءت تصريحات كيري في رد على سؤال لتلفزيون باكستاني حول السبب الذي حال دون اتخاذ الولايات المتحدة موقفا واضحا بشأن تدخل الجيش ضد حكومة مرسي المنتخبة ديمقراطيا.
وقال كيري: “لقد طلب ملايين الملايين من الناس من الجيش التدخل لأنهم كانوا جميعا خائفين من الدخول في حالة من الفوضى والعنف”.
وأضاف أن “الجيش لم يستول (على السلطة) حتى الآن حسب علمنا. وهناك حكومة مدنية تدير البلاد. وفي الحقيقة فإنهم يعيدون الديمقراطية”.

هذا وعبر الشارع المصري عن ارتياحة لقرار وزير الداخلية المصري بإنهاء الإعتصام الذي يقيمة الاخوان في ميدان رابعة العدوية.