حلب ، سوريا 25 تموز ( مصطفى عباس – أخبار الآن )

في مثل هذا الوقت قبل عام، كانت تعج أسواق حلب القديمة وجامعها الأموي بالحركة والحياة، لكن الحال اختلف هذه السنة بعد الدمار الذي لحق بهما بسبب القصف والإحراق الذين انتهجتهما قوات النظام. الخراب والدمار هو ما يملأ هذين المعلـَمين التاريخيين المسجلين على لائحة التراث العالمي.
 مراسلنا مصطفى عباس رصد الوضع هناك ووافانا بالتقرير التالي.
غابت صرخات البائعين واختفى  تزاحم المشترين لذين يأتون ليتبضعو حاجيات رمضان في مثل هذا الوقت من كل سنة، وبدت أسواق المدينة في حلب القديمة خالية إلا من الخراب والدمار، ما خلا عناصر الجيش الحر.
لم تعد رائحة البهارات المعتادة تفوح هنا، ولا حتى روائح العطور والصابون الحلبي الشهير، وبقيت كراسي أصحاب المحلات مرمية دون أن يجلس عيها احد، ولم يعد هذا السوق الموغل في القدم محجاً للسياح الذين يأتون إليه من كل حدب وصوب.
يقول التاجر أبو فاروق:
“بات السوريون في حلب يطلقون على بشار الاسد “دمار”, لأن الدمار الذي أحدثه في سوريا لا يعادل حتى ما فعله هولاكو قائد المغول عندما دخل مدينة حلب قبل اكثر من سبعة قرون”.
إذاً لا أشغال ولا أعمال، واقع فرض ظروفاً صعبة على الأهالي الذين كانوا يحصلون قوت يومهم من خلال العمل في هذا السوق.
يقول أبو أحمد وهو أحد عمال السوق:
“لم نعد نجد عملا بعد ان دمر السوق في حلب، منذ شهرين لم اتمكن من الحصول على المال لشراء الغذاء لأسرتي وأطفالي، وفوق هذا كله قوات النظام تقوم برمي البراميل المتفجرة فوق روؤس الأهالي بحلب”.
تاريخ هذا السوق يعود إلى نحو الفين وخمسمئة عام وتحديداً في عصر اسكندر المقدوني.
كل شيء هنا ينبيك عن ضرواة المعارك التي درات بعد سيطرة الجيش الحر على هذا المسجد الذي يعتبر أحد أيقونات الشهباء.
غاب عمار المسجد الذين كانوا يبددون سكينته بأصوات صلواتهم وأذكارهم وتلاوتهم في شهر أنزل فيه القرآن، ولم يعد يسمع إلا رصاص القناصة بين الفينة والأخرى. 
وكان لزاما علينا ونحن نسير أن نتحرز لأن المكان مرصود بقناص، من هنا وضع الثوار هذه الستارة كي تحميهم قدر المستطاع نيران قوات النظام.
ويقول أبو محمد المسؤول عن حماية المسجد:
“نحن مرابطون في المسجد الأموي بحلب وبإذن الله سنمنع قوات النظام من التقدم إلى الجامع”
ويضيف أبو عبد الله أحد حراس المسجد:
“نعمل على حماية الجامع الأموي من قوات النظام بعد ان قام الجيش الحر بتحريره من قبضته”.
ليس هذا وحسب، بل إن أهم معلم من معالم المسجد ألا وهو المئذنة  قد أصبح عاليها سافلها نتيجة قصف قوات النظام أخبرنا الثوار.
يقول أبو الجود دابقي الناشط الإعلامي في حلب:
“قوات النظام قامت بهدم المئذنة بعد ان سيطر الجيش الحر على الجامع الأموي في حلب”.
هذا المسجد يعد أحد مواقع التراث العالمي، ويطلق عليه كذلك اسم جامع زكريا بسبب تقليد يقول بوجود قطعة من جسد نبي الله زكريا هنا. مصطفى عباس لأخبار الآن من حلب القديمة.

أبو فاروق – تاجر
أبو أحمد – أحد عمال السوق
أبو محمد – المسؤول عن حماية المسجد
أبو عبد الله – أحد حراس المسجد
أبو الجود دابقي – ناشط إعلامي