المناوشات الطائفية في لبنان تعكس التوترات الطائفية المحلية التي نتجت عن تدخل حزب الله في سوريا برعاية ايرانية.
هناك الكثير من الامثلة عن جماعات تنوب عن ايران لتنفيذ خططها والتي كانت مصدرا لعدم الاستقرار في مناطق تواجدها كما نشاهد في اليمن وافغانستان.
نائب وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية تجاهل التورط الايراني في لبنان عبر تعليقات تؤكد على حاجة لبنان للسلام والوحدة والامن والقاء اللوم على اسرائيل بكونها مسؤولة عن عدم الاستقرار.
التوترات الواسعة التي بدأت تخرج من سوريا تجاه العراق، وتركيا ولبنان تأتي نتيجة تورط ايران العدائي وغير المدروس مع نظام الاسد ضد العرب المسلمين. وحتى لو نجح الاسد بتخطي الحرب في سوريا فان ايران ستواجه مستنقعا قد يمتد لداخل ايران نفسها خصوصا مع انتشار التصدعات الطائفية عميقاً في المنطقة كلها.
إيران أيقظت وحش الطائفية في سوريا، هنا، قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني لا توفر فقط دعما عسكريا مباشرا لنظام الأسد: و لكنها أيضا تشرف على حرب النظام ضد المعارضة الوطنيةالسورية و تستمر بتعريفها على أنها صراع طائفي.إيران عززت هذا النهج خطوة بخطوة: الحديث عن زوار الأماكن المقدسة و المتطوعين الإيرانيين الذين من المفترض أنهم يقومون بحماية المراقد، كل هذا من أجل تشكيل صورة للصراع على أنه صراع طائفي.
إيران تقوم بتحليق طائرات بدون طيار فوق الأراضي السورية، و ذلك لرسم الأهداف التي يبدو أنها لا تميز بين المنشآت العسكرية و الجوامع و المدارس و المخابزو المنازل. و في الوقت نفسه، الخطوط الأمامية تتحرك لرسم خريطة الطائفية للدولة.
و يجري تنظيم شبيحة الأسد على مايسمى بـ”الجيش الشعبي” و ذلك بناء على النموذج الإيراني الأساسي. حيث يتم اختيارهم، وتنظيمهم، ثم توجيههم لفتح إنقساماتطائفية في سوريا.
العديد من الاستراتيجيات و الخطط الفارسية يتم استخدامها لتمزيق دولة عربية محورية. و ربما الأهم من ذلك هو حرب حزب الله على المعارضة السورية و ذلك بأوامر مباشرة من إيران.
تورط حزب الله في سوريا يحول الصراع إلى صراع طائفي -،حيث لم يكن هذا هو الحال قبل دخول حزب الله التام إلى سوريا.لكن المشكلة الحقيقية في لبنان هو أن لديها نفس التوجهات الطائفية في سوريا. عندما يطلق حزب الله نيرانه على سوريا تحت راية قتل السنة، من المستحيل أن لا يكون لهذا تأثير على لبنان. أصبح من الواضح أن إيران حددت بقاء نظامالأسد كالعمود الفقري لسلامة استراتيجيتها.لكن هذا المنطق هو اعتقاد خاطئ. حتى و إن استمر نظام الأسد بالعيش، و إن كان بشكل مشلول، فستكون إيران قد حولت رقعة واسعة من الأراضي العربية كلبنان و سوريا و العراق إلى مستنقع يرسم حدوده بنفسه.
استخدام إيران المتزايد للطائفية سيؤدي بها غالبا إلى كسب العديد من الأعداء في كل من أفغانستان و باكستان و آسيا الوسطى و القوقاز،و ليس من الصعب رؤية أن هذا المستنقع الأقليمي سوف يؤدي في النهاية إلى ابتلاع إيران نفسها، و لا سيما في ضوء خطوط التصدع الطائفية والعرقية الخاصة بإيران.
على مر التاريخ، الإيرانيون معروفون بكونهم دبلوماسيون دهاة. لكن هذه المغامرة في الأراضي السورية لا تثبت هذه النظرية.
زعزعة الاستقرار في سوريا، و بشكل عام التدخل في المنطقة، له فائدة ضئيلة لإيران و لكن تكلفته كبيرة.
مؤخرا، الرئيس المنتخب روحاني أعلن أنه يجب على إيران التوقف عن التدخل في حياة المواطنين الايرانيين. و من الواجب على روحاني أيضا معرفة ان إعادة تحديد موقف النظام تجاه المواطنون الإيرانيون معتمد بشكل أساسي على وقف التدخل الإقليمي. لأنها بالضبط نفس الأساليب و الأدوات التي يتم استخدامها لإشعال الشرارة في المنطقة و قمع المواطنين الإيرانيين.