بعد نزوحهم مع أهاليهم الى تركيا.. بذل الأطفالُ السوريون ما بوسعهم لإكمال تعليمهم.. متناسين سوء الأوضاع التي عانوا منها في بلادهم.. مراسلنا صهيب الخلف زار احدى المدارس التي يرتادها أطفال اللاجئين في انطاكيا وأعد هذا التقرير
في تركيا وعلى مسافة من وطن مليئ بالحزن وبالألم، تجرع هؤلاء الأطفال السوريون من مغتربهم في مدينة أنطاكيا نسيم أمل بعد تعب عان كامل، عندما حان موعد تسليم الجلاء المدرسي في مدرستهم البشائر.
كان الأطفال على موعد جديد مع تحد جديد , ذلك حين كان نزوحهم عن الوطن بداية القصة فقط، قاتلوا بعدها دون استسلام ليكملوا تحصيل علومهم ودروسهم، أما ابتسامة الطفلة هذه ففيها الدليل كله على غبطة الفوز ونشوة النجاح والنصر، أما النجاح فكان بداية قصة أخرى أكبر بحسب أم إحدى الطالبات.
أما كادر المدرسة فكانت البسمة المرسومة على شفاه وقلوب التلاميذ القادمين من الخوف أكبر جائزة يمكن أن تقدم، لم تكن فرحتهم لتوصف أو تضمن بحدود، انطلقوا لتكريم الطلاب الأوائل , يدفعهم حماس من وجد نتيجة تعبه أو أدخل السعادة والحياة الى قلب انسان من جديد، هو قلب أب أو قلب أم وجد شيئا من الفرح بعد تعب أيام كثيرة.
لم تكن المسألة مسألة تعليم ومناهج فقط بل هي قضية إعمار وطن، يحمل لواءه التلاميذ الناجحون اليوم، بهد أن طردوا الوهن ولحزن عن ذاكرتهم التي حملت ما يكفي لتكون على قدر التحدي، على قدر بناء وطن .