استهدفت قوات النظام السوري مخبزا في حي بستان القصر في مدينة حلب وقد أسفر القصف عن مقتل خمسة عشر شخصا كانوا في طابور أمام المخبز .. في مشهد يكشف سياسة النظام الممنهجة في تجويع الأهالي، والتي أكدتها تقارير منظمات وجهاتٍ حقوقية.
أكياس الدقيق مع الجرحى والقتلى يحملون في سيارة واحدة .. مشهد يرسم ملحمة جديدة للخبز والدم .. ليختلط الدقيق مع دماء الضحايا بعد غارة جوية شنتها طائرات النظام على المخبز … طابور اصطف على أحد مخابز حي بستان القصر هكذا كان المشهد …
فسياسة التجويع والحصار ومنع المواد الغذائية كانت ديدنا ممنهجا لنظام الأسد في حربه على الشعب السوري طوال العشرين شهرا الماضية هذا ما وثقته مؤخرا تقارير المنظمة العالمية لحقوق الانسان .. فسجل معركة الخبز هذا بات حافلا بعشرات من القتلى كان ذنبهم الوحيد اصطفافهم أمام عشرات المخابز في احيائهم … السجل ايضا لا ينسى كيف سوي مخبز مدينة الاتارب في الارض وكيف احرقت مخابز الخالدية والرستن في حمص كما طفس وجاسم في درعا وكيف سلبت قوات الأمن أفران الحميدية والحاضر في حماه ..
ممارسات النظام هذه قللت من دخول الدقيق إلى المدن .. مما ساهم برفع سعر ربطة الخبز إلى ثلاثة دولارات وخمسين سنتا أي ان رغيف الخبز الواحد يصل إلى سبعين سنتا والذي يرفع المزيد من المعاناة على كاهل الأهالي والسكان الذي لم يذهب معظمهم الى اعمالهم منذ شهور.
أحد الحلول التي أوجدها الجيش السوري الحر هو تأمين الدقيق للوصول إلى المخابز او انشاء مخابز سرية باشراف المجالس العسكرية في محاولة لتوفير الخبز للأهالي. فمن وحي المصاعب يولد الصمود في طريق تتويج الملحمة بالحرية .