تسليم طائرات قتالية إلى أوكرانيا يعد خيارا معقّدا

  • لا تزال الفكرة تواجه تحفظا في بولندا وبقية دول الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي
  • ماكرون: علينا وقف هذه الحرب في أوكرانيا دون أن نتحول إلى أطراف فيها
  • لن ترسل بولندا طائراتها المقاتلة إلى أوكرانيا ولن تسمح باستخدام مطاراتها

ذكر مسؤولون غربيون عديدون أنه يتم درس تسليم طائرات مقاتلة للأوكرانيين لمساعدتهم في الدفاع عن أجوائهم ضد الروس، لكن هذا الخيار غير المسبوق يبدو معقّدا وصعب التنفيذ.

حيث تحضّ كييف واشنطن والدول الأوروبية على مدها بالمساعدة العسكرية، ويشمل ذلك الطائرات، للدفاع ضد الغزو الروسي.

هذه الطائرات هي الوحيدة التي يمكن للطيارين الأوكرانيين قيادتها من دون تدريب إضافي. ومن المهم ترك الأمر للأوكرانيين أنفسهم، حتى لا تتهم دول أخرى بالمشاركة في النزاع.

من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي، إنه يتعين علينا “وقف هذه الحرب بدون أن نتحول إلى أطراف فيها”.

 

عاملان رئيسيان يقفان أمام تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة

وبالمنطق نفسه، رفض حلف شمال الأطلسي إقامة منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، رغم إلحاح كييف في المطالبة بها.

أشار مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى إمكان تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة سوفياتية الصنع من طرف دول أعضاء تملكها.

وخلال زيارته الأحد لمولدافيا، تحدث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن خيار إرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا مؤكدا أن بلاده تجري “محادثات نشطة” في هذا الاتجاه مع بولندا لكنه شدد على أنه “لا يمكنني التحدّث عن جدول زمني”.

وبحسب وسائل إعلام أمريكية، ستكون واشنطن مستعدة في المقابل لتزويد بولندا مقاتلات من طراز إف-16 لتعويضها الطائرات التي ستمنحها لأوكرانيا.

لدى سؤاله الأحد عن شحنة محتملة لطائرات مقاتلة من الاتحاد الأوروبي إلى أوكرانيا، أوصى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان من جانبه بـ”حرية التصرف” بشأن هذا الملف، وقال “أعتقد أن من المناسب، في الوضع الذي نحن فيه، أن تمارس كل دولة حرية التصرف بشأن ما تسلمه لأوكرانيا”.

عاملان رئيسيان يقفان أمام تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة

أسباب عدم التزويد

في الوقت الحالي، لا تزال الفكرة تواجه تحفظا في بولندا وبقية دول الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي التي تملك هذه الطائرات السوفياتية.

هناك عاملان يمكن أن يفسرا ذلك: الرغبة في عدم إضعاف أسطولها المقاتل في خضم حرب على أعتابها، والخشية من أن تعتبرها روسيا طرفا في النزاع.

وقال مكتب رئيس الوزراء البولندي عبر تويتر الأحد “لن ترسل بولندا طائراتها المقاتلة إلى أوكرانيا ولن تسمح باستخدام مطاراتها. نحن نقدم مساعدة كبيرة في العديد من المجالات الأخرى”.

ويوضح طيار مقاتل فرنسي طلب عدم كشف اسمه أنه “لتسليم طائرة، يجب نقلها جوا إلى البلد المعني، وهو ما يمكن تفسيره على أنه مشاركة نشطة في النزاع” من جانب دولة عضو في حلف شمال الأطلسي.

أيضا القيام بذلك من طريق البر، لكن الامر سيكون تحديا لوجستيا كبيرا، وخصوصا أن عددا متزايدا من الجسور يتم تدميره” في أوكرانيا.

وهناك عامل شكّ آخر: حالة القواعد الجوية العسكرية الأوكرانية التي تستضيف عادة طائرات ميغ-29 وقدرة القوات الأوكرانية على صيانتها في هذا الوضع المتدهور.

وقد دمرت الأحد ضربات روسية جديدة مطارا للقوات المسلحة الأوكرانية في فينيتسيا الواقعة على بعد حوالى 200 كيلومتر جنوب غرب كييف.