ارتفاع هائل في أعداد المصابين بكورونا في سوريا

كشفت تقارير صحفية أن أعداد المصابين بفيروس كورونا في سوريا تضاعفت خلال الشهرين الآخيرين، وسط ضعف الإمكانيات الطبية في البلاد، وسعي النظام إلى التغطية على عدد المصابين الحقيقي، في حين رجح مراقبون أن تقوم الصين وروسيا بمد النظام بلقاحات ضد الفيروس بهدف تجريب فعاليتها على الشعب السوري.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان في لقاء مع أخبار الآن، إن الصين وروسيا قد تسعيان إلى إعطاء النظام لقاحاً بهدف تجريبه على الشعب السوري دون أن تراع النتائج الطبية المضمونة لذلك اللقاح.

وأوضح: “قد تقوم الصين بإعطاء النظام السوري لقاحاً مضادا لكورونا وقد تفعل روسيا الشيء ذاته في حال تمكنت من تطوير لقاحها وفي هذه الحالة ستقوم بتجريب ذلك اللقاح على الشعب السوري”.

حتى الآن.. سوريا بعيدة عن أي لقاح

مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكد لـ”أخبار الآن” أنه حتى الآن لايوجد موعد حقيقي لوصول أي نوع من اللقاحات إلى الأراضي السورية وقال: “على الرغم من تفشي الوباء بشكل كبير، وعلى الرغم أيضاً من إنكار النظام لذلك وبغض النظر عن المناطق سواء في مناطق إدلب أو مناطق النظام أو المناطق الشرقية من سوريا، فإن الشعب السوري يحتاج إلى اللقاح مثله مثل باقي شعوب العالم”.

وأحصى عبد الرحمن، استناداً إلى مصادر اعتمد عليها المرصد السوري أكثر من 100 ألف إصابة في مناطق النظام لوحدها، مخالفا الإحصائيات الرسمية التي أعلن عنها النظام بما يفوق الـ10 أضعاف، وقال: “في مناطق سيطرة النظام بلغ عدد الإصابات نحو 109 آلاف إصابة على الأقل مؤكدة، تعافى منها نحو 41 آلفا وتوفي أكثر من 7 آلاف شخص.. اللافت أن النظام اعترف فقط بعدد قليل من الإصابات بنحو 10 آلاف إصابة بمعنى آخر فإن النظام أخفى 10 أضعاف الأعداد الحقيقية للمصابين واعترف بأكثر من 602 وفاة بقليل”.

وتابع: “ما يثير السخرية أن النظام يقوم بإخفاء أعداد المصابين بفيروس كورونا وكذلك أعداد المتوفين مدعياً أنهم يموتون بالتهاب ذات الرئة، وكأن الأمر يشكل عارا عليه في حين أن أكثر دول العالم تطورا تعترف بتفشي الوباء بينما يقوم النظام بالتعتيم وتعمد تجهيل المجتمع السوري”.

وعزا عبد الرحمن الارتفاع الهائل بأعداد المصابين خلال الشهرين الآخيرين إلى طوابير الغاز والخبز، وكذلك ضعف الخدمات الطبية، وقال: “طوابير الخبز والغاز التي تضم أعدادا هائلة من المواطنين وكذلك عدم تطبيق النظام للحجر الصحي وإهماله لتوعية السوريين، إضافة إلى ضعف الخدمات الطبية المقدمة من قبل المشافي والنقاط الطبية، كل ذلك ساهم بزيادة تفشي الجائحة داخل البلاد”.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أوردت تقريرا الأسبوع الماضي تحدث عن أن السوريين “يعانون من ارتفاع كبير في حالات الإصابة بفيروس كورونا، في ظل نظام صحي معطل بسبب الحرب المستمرة منذ 10 سنوات، مؤكدة أن حالات الإصابة بفيروس كورونا في سوريا لا تحصى، وأنه لا يوجد جمع منظم ومستقل للبيانات، وأن البيانات الحكومية تميل إلى إخفاء الصعوبات التي تواجهها البلاد”.

وأبلغت وزارة الصحة التابعة للنظام عما مجموعه 8580 إصابة حتى 9 ديسمبر/كانون الأول، بينما أحصى مجلس الأمن، بالاعتماد على التقارير الواردة من داخل البلاد، ما لا يقل عن 30 ألف إصابة في بداية شهر ديسمبر الجاري.

وأفاد مجلس الأمن الدولي أن الحالات تضاعفت أكثر من أربعة أضعاف في أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني؛ مقارنة بالشهرين السابقين، في حين أكد تقرير لمنظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، أن السوريين يضطرون لدفع رشاوى لدخول المستشفيات والحصول على الرعاية عند الإصابة بالفيروس.

إحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان حول الإصابات بكورونا حتى 17 ديسمبر

مناطق نفوذ النظام: أكثر من 100 ألف إصابة و6500 وفاة.

مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية: 34 ألف إصابة و1200 حالة وفاة.

مناطق إدلب: أكثر من 260 وفاة ونحو 19 ألف إصابة رسمية تعافى منهم نحو 9500 شخص.

وحتى ساعة إعداد التقرير بلغت الإحصائيات الرسمية التي أبلغت عنها وزارة الصحة التابعة للنظام سوريا 10,821حالة وعدد الوفيات 660 شخص.

كورونا يفاقم جراح السوريين

في سياق متصل، كشف تقرير  جديد مشترك بين البنك الدولي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن جائحة كورونا ضاعفت مستويات الفقر في صفوف اللاجئين السوريين، وخاصة في البلدان المضيفة وخاصة لبنان والأردن وكردستان العراق.

ويشكل السوريون أكبر مجموعة من اللاجئين في العالم، حيث يعيش حوالي 5.6 مليون لاجئ سوري مسجل في البلدان المجاورة لسوريا، من بينهم حوالي 1.8 مليون يستضيفهم الأردن ولبنان والعراق.